بعد ضغوط عراقية، شكوى إيرانية ضد الكاتب البصري

زاوية الكتاب

البصري: لن أتوقف رغم جيوش الإعلاميين من عرب و عجم و بربر المدافعين عن جمهورية الولي الفقيه

كتب 2497 مشاهدات 0

داوود البصري

تعرض الكاتب العراقي المقيم بالنرويج -داود البصري- اضغوط رسمية من الحكومة العراقية بسبب كتاباته ضد سياساتها بصحيفة السياسة الكويتية، رابط: 

ضغوط عراقية لوقف الكاتب البصري عن الكتابة بالصحافة الكويتية

ثم كتب مقالا عن شكاوى من السفارة الإيرانية بالكويت ضده لدى وزارة الإعلام الكويتية.

شكاوي السفارة الإيرانية و أقلام الأحرار ؟

داود البصري

 

لعل أهم ميزة و خاصية تميز الدبلوماسية الإيرانية و تصيغها وفقا لخلفيات الآيديولوجيا و التاريخ و السايكولوجيا هو أسلوبها الإفعواني الناعم الملمس كالأفعى القاتلة تماما و طريقة ( الذبح من غير سكين )! وهو الأسلوب الإيراني المعروف المشابه تماما للأسلوب الأوروبي البارد في التعامل مع الملفات و الأزمات الشديدة السخونة و الملتهبة !.

أصوغ هذه المقدمة التمهيدية والمهمة في معرض الإشارة لجهود ( الدبلوماسية الإسلامية الإيرانية جدا جدا ) في ملاحقة خصومها و منتقديها! ، وفي رعب النظام الإيراني الدائم من أي أصوات منتقدة لأساليبهم و كاشفة لأطماعهم و ألاعيبهم وحتى أدواتهم المعروفة ، و مواجهة لمخخطاتهم ، فبرغم الآلة الإعلامية الإيرانية الضخمة و المتشعبة التي تصرف عليها الملايين من أموال الشعوب الإيرانية المحرومة ، وبرغم فيالق الجيوش من الإعلاميين المتعاونين من عرب و عجم و بربر و المدافعين بإستماتة عن جمهورية الولي الفقيه الأوحد! ، وبرغم عشرات من قنوات اللطم و التطبير الطائفية أو تلك المنافقة و المداهنة التابعة لفيلق ( حسب الله ) الإيراني في العالم العربي ، إلا أن أهل ( الإطلاعات ) الإيرانية المتواجدين في سفارات الولي الفقيه في العالم العربي وفي الخليج العربي خصوصا تأبى إلا أن تلاحق كل قلم عربي حر يفضح المخططات السلطوية و المخابراتية الإيرانية ولو كان في آخر الدنيا!! ، شخصيا كنت موضوعا و ميدانا لمتابعة رسمية إيرانية تلاحق كتاباتي و تترصد مواقفي السياسية المعروفة من ألأدوار الإيرانية المتعاظمة و التدخلات في شؤون المنطقة وأهلها ودورها التخريبي الرهيب في المنطقة من خلال دعم العصابات الطائفية في العراق ولبنان و اليمن ودور إيران العدواني في الحرب على الشعب العربي السوري و الهيمنة المباشرة على العراق و إستباحته و تسليط عصاباتها على مقدرات شعبه المنكوب.

نعم أعترف بأنني قد كتبت كثيرا عن الدور الإيراني و أزعجت بقلمي مراكز قوى إيرانية فاعلة و بضمنها لوبيات ذات تأثير كبير ليس في العراق فقط الذي تحول لملحقية و حديقة خلفية لأجهزة نظام الولي الفقيه الإستخبارية بل في بعضا من دول الخليج العربي أيضا ، وهو موقف سياسي و أدبي لابد أن تكون له مضاعفاته وردود أفعاله و نتائجه المباشرة و غير المباشرة ، فالنظام الإيراني وطيلة ال35 عاما من حكمه تمكن من بناء قلاع و مواقع تخادم متقدمة للغاية وقد وصل اليوم بعقليته الشمولية و هويته المذهبية المتعصبة لدرجة انه يرفض اي نوع من أنواع النقد وحيث تباشر مدفعيته الثقيلة من عناصر الدفاع قصف و تدمير كل المنتقدين ولو عن طريق نشر الأكاذيب و فبركة الأحداث و الضرب تحت الحزام ، فمثلا في السابع من مايو الماضي 2013 شاركت في برنامج الإتجاه المعاكس الشهير من على شاشة قناة الجزيرة وكان موضوع الحلقة عن أحداث الإنتفاضة العراقية في مدن غرب العراق و مذبحة الحويجة و تطرق النقاش ليتناول بالتأكيد الدور الإيراني في العراق وحيث أسهبت في الحديث عن هذا الملف ، وبعد أيام علمت بأن السفارة الإيرانية في الدوحة قد قدمت شكوى رسمية على ما تفوهت به فكان أن قامت الجزيرة برغم جبروتها الإعلامي الشهير بحذف الحلقة من على موقعها في الإنترنت وقد إختفت بالكامل منذ ذلك التاريخ!!!، وقبل أيام علمت بأن السفارة الإيرانية في دولة الكويت قد تقدمت أيضا بشكوى ضدي لوزارة الإعلام الكويتية ردا و إمتعاضا من مقالاتي المنشورة في صحيفة ( السياسة ) الكويتية ، وهي مقالات ساخنة يبدو أنها قد أزعجت أجهزة مخابرات الحرس الثوري الإيراني التي حركت ملفاتها القانونية لإرهاب المعترضين على الإرهاب و القتل و الفتنة و الدور الإيراني الدموي و المشبوه في الشام تحديدا و مخططاتهم في العراق و البحرين و الخليج العربي عموما! ، طبعا موضوع الشكوى لايثير بي إلا كل عوامل السخرية على العقلية الإستخبارية السخيفة التي تسير نظام متوتر و متخلف يعاكس حركة التاريخ برؤاه المريضة ، الأمر الذي قد لايعلمه أهل السفارة الإيرانية هو أنني لست مقيما بالمرة في دولة الكويت و لا توجد ولاية لأحد على رؤيتي و فكري و نشاطاتي و أنا لا أمارس نشاطا إرهابيا بل أن جل كتاباتي تدعو لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وصيغه كما أن لي شرف التذكير الدائم بالمحطات التاريخية و الدموية لأهل الإرهاب الإيراني في العراق و الخليج العربي و ما فعلوه بدولة وشعب الكويت من أعمال إرهابية في ثمانينيات القرن الماضي ومن عمليات خطف للطائرات المدنية أمر يندى له جبين الإنسانية و يستحق التذكير الدائم ، لن ترهبنا أبدا شكاوي أهل الإرهاب ورعاته ، ولن نرعوي إلا لصوت الحق ، ولن نركع فموثقنا هو نفس الموقف الكويتي القديم و الجديد أيضا و القائل ( لن ننحني أو نخضع للإرهاب و الإبتزاز)!! ، فبماذا يخوفنا الأرذلون ومم تخاف صلال الفلا ؟... لن ننحني إلا لرب العزة و الجلال ، وليفعلوا ماطاب لهم من الأفاعيل ، فإيماننا بالحق و الحرية لاحدود له ، وستدور الدوائر على أهل البغي و الهرطقة و الإرهاب.

[email protected]

داود البصري- السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك