إمكانيات وزارة الصحة ضخمة لكنها 'مبعثرة'.. بنظر سامي الخرافي
زاوية الكتابكتب فبراير 21, 2014, 11:58 م 1131 مشاهدات 0
الأنباء
جرس / إمكانيات مبعثرة!
سامي الخرافي
عند دخولي لمستشفى «الأميري» لقسم الحوادث بعد الساعة التاسعة مساء بناء على تحويل طبي لابنتي «جراحة»، وقبل دخولي لمدخل المستشفى «طرأ على بالي» ولا أعلم السبب في ذلك الملصق المشهور «للقردة» الثلاثة لا أسمع لا أرى ولا أتكلم، لان ما رأيته يحتاج فعلا أن تتذكر الملصق دائما، فعند رؤيتي للزحمة الموجودة في قسم الحوادث ابتسمت وعرفت سبب مراجعة صديقي «بوسالم» للمستشفيات الخاصة.
بداية الأمر قبل أن تدخل للطبيب عليك قبل ذلك مراجعة ما يسمى «بغرفة الكشف» وهي غرفة واحدة وهي التي كانت تستقبل «المراجعين»، وهنا «تبدأ المعاناة» وهو سر مرض كل مريض لن أبالغ كثيرا بأن عليك الانتظار لمدة ساعة ونصف الساعة على اقل تقدير للدخول للغرفة، وكل ما عليك أن تأخذه معك هو دواء للضغط لأنه سيرتفع «غصبن عنك» مما تراه أمام عينيك، فما بال المريض الذي يعاني من المرض أصلا أكيد «بتحوشه» جلطة واستطعت أن أمسك القلم وبدأت أكتب ما أراه لكي أنقله بكل مصداقية وواقعية، وما سأتناوله قد تناوله الكثيرون أيضا حول ما يجري هناك ولكنها رسالة أخرى للمسؤولين الأعزاء لأن الذكرى تنفعهم.
الملاحظة الأولى: تشاهد البعض يستخدم خطة «الغباء» بالدخول لغرفة الكشف بحيل قديمة ومستهلكة، وتجد أيضا من لديه الواسطة يدخل بهدوء ويخرج بهدوء دون الاهتمام بمشاعر المرضى الحقيقيين، وتسمع كذلك صراخ المرضى بغرفة الملاحظة القريبة من غرفة الكشف مما يجعل الجلوس هناك أشبه بفيلم رعب.
الملاحظة الثانية: وهو ما يجعل «مرارتك» «تنبط» من القهر أن عدد الاطباء غير كاف أمام هذا العدد الكبير وخاصة في الفترة المسائية ونحن لا نلومهم «عساهم على القوة» وهذا يجعل من وجهة نظرى التشخيص غير دقيق ليس للكل ولكن للبعض بسبب هذا الكم الهائل من المراجعين، و«ياما» سمعنا أن المريض تم تشخيص مرضه بأنه «برد» وبعد فترة يظهر بأنها جلطة أو غيرها من الأمور، كما أن عدد الكراسي غير كاف للمراجعين في قسم الحوادث إذا ما علمنا ان هناك جنسيات وثقافات عديدة تحرص على التواجد مع المريض كنوع من الواجب المقدس والفزعة، على اعتبار أن المكان المخصص لا يستوعب العدد الموجود، فالمرضى ومن معهم عددهم كثير ولا يتسع المكان لهم.
الملاحظة الثالثة: وهو أمر مضحك، مشاهدتك للعمالة الموجودة في المستشفى قد أصبحت من الثراء من «تدعس» الفلوس لهم لزوم تسهيل الأمور، ولأنهم خبراء بجميع دهاليز وخبايا المستشفى، ويقومون بكل ما تطلبه شريطة أن تعطيهم المقسوم من أجل سرعة إحضار التحاليل وغيرها من الأمور التي تحتاج إلى خبراء دهاليز وهم خير من تجدهم لمثل تلك الامور.
من جانب آخر نجد أن أعداد المستشفيات «الخاصة» والمجمعات الطبية الخاصة والعيادات الخاصة قد انتشرت بشكل كبير «الله يزيد ويبارك»، ورغم إمكانياتها الفردية أمام حجم وإمكانيات وزارة الصحة إلا أنها قد تفوقت بالخدمة والمعاملة التي يفتقدها المريض في المستشفيات الحكومية، فالتعامل هناك مع المريض يتم بشكل حضاري وراق، ورغم ارتفاع تكاليف العلاج هناك الا أن هناك إقبالا شديدا عليها، ولا تجد هذا التكدس بشكل واضح، وتجد هناك أماكن خاصة للجلوس مثل «كافيه» للاستراحة.. الخ وكذلك الاطباء عددهم كاف لتغطية اي طارئ أو زيادة عدد المرضى بشكل مفاجئ، ولدى المريض أيضا الحرية في اختيار الطبيب الذي يريده عكس المستشفى الحكومي «مفروض عليك». «تبي ولا كيفك»
وأخيرا، ما يجعلنا نشعر بالحسرة عند مشاهدتنا لمثل تلك الأمور أن وزارة الصحة لديها إمكانيات ضخمة ولكنها للاسف «مبعثرة» تحتاج الى الترتيب لتكون في مكانها الصحيح، ونتمنى أن تكون هناك فرق متخصصة متواجدة بشكل دائم لمراقبة جميع تلك السلبيات في جميع المستشفيات ومعالجتها بشكل سريع وفوري، وقد تكون تلك الفرق موجودة ولكن دورها غير فعال أو بطيء.
آخر المطاف: أصبحت الشكوى ليست من عدم وجود غرف خصوصية، بل الشكوى من عدم وجود سرير في غرف العمومي.
تعليقات