دحرجة الكروش في الكويت.. بقلم علي الذايدي
زاوية الكتابكتب يناير 26, 2014, 12:41 ص 1189 مشاهدات 0
عالم اليوم
بلا عنوان / دحرجة الرؤوس لا دحرجة الكروش
علي الذايدي
في كل دول العالم تقوم الحكومات ببعض الأمور الخارجة على المألوف وأحيانا القانون لكي تصل لمعادلة معينة ترى أنها في مصلحتها وتزيد من فرص بقائها واستمراريتها،وكثيرا من الأحيان تقوم الحكومة بهذه الأعمال بسرية تامة وغالبا ما كانت تمر هذه الأمور من غير أن يعلم أحد.
ولكن وفي حالات نادرة تنكشف السرية وتخرج الأمور إلى العلن وعندها تقوم الحكومة التي تحترم نفسها وشعبها بالاستقالة،وقد حدثت أمثلة كثيرة لحكومات استقالت بعد اكتشاف مخالفات جسيمة قامت بها،وفي أمريكا نفسها وفي فضيحة ووتر غيت قام الرئيس الأمريكي نفسه بالاستقالة بعد انكشاف أمر تجسس الحكومة على مكالمات أعضاء في الكونغرس.
في الكويت الفضائح تترا واحدة تلو أخرى ولا يكاد يمر يوم من غير أن نسمع عن فضيحة هنا أو هناك وكان آخرها فضيحة الإيداعات المليونية لبعض النواب المحسوبين على الحكومة،فماذا كان الإجراء الحكومي حينها عندما انكشفت هذه الفضيحة؟
جددت لمحافظ البنك المركزي 4 سنوات إضافية وهو الشخص المسؤول الأول عن هذه الفضيحة وكانت استقالته أقل شيء يجب أن يقوم به بعد انكشاف الأمر.
ثم جاءت كارثة غرامة الداو التي تجاوزت الملياري دولار خسرها المال العام بدم بارد، وإلى اليوم لم يتحمل مسؤولية هذه الغرامة أي مسؤول،وكأن من قام بالتوقيع شبح لم يره أحد. وفضيحة استاد جابر وفضيحة الحصى المتطاير من الاسفلت المغشوش.
وفضيحة الـ140 ألف فيزا والتي قامت وزارة الداخلية بترقية المسؤول عنها وإعطائه حقوقه كاملة ثم الطلب منه بأن يتقاعد بكل أريحية بدلا من تقديمه للمحاكمة.
نعم... إنها الكويت.
الكويت التي يكافأ فيها المخطئ ويعاقب فيها المجتهد ويخّون فيها الأمين ويؤتمن الخائن وتسير فيها الأمور عكس عقارب الساعة بل وعكس عقارب المنطق نفسه.
في دول العالم التي تحترم شعبها يستقيل القياديون مهما علت مراتبهم بعد انكشاف مثل هذه الفضائح، وتتدحرج الرؤوس،ولكن في الكويت لا تتدحرج إلا الكروش.
خاطرة
مع اقتراب موسم الأعياد الوطنية تتردد على مسامعنا أغنية وطنية تقول كلماتها:
ياااااااا كويتي
من قده الكويتي؟
يا كويتي
أصلي بنى الديرة
من قده الكويتي؟
من قده الكويتي؟
ردا على هذا التساؤل أقول أن أصغر موظف في شركة مايكروسوفت يسوى 3 كويتيين.
تعليقات