مليارات التأمينات تعود إلى مصادر التمويل وليس مجهود 'الرجعان'.. برأي الطراح

القبس

من الذاكرة  /  تصريح الرجعان الوداعي

خالد أحمد الطراح

• التأمينات منيت بخسائر وليس أرباحاً!

استوقفني تصريح الأخ فهد الرجعان المدير العام السابق للتأمينات الاجتماعية بأنه يترجل اليوم بعد خدمة ما يزيد على ثلاثين عاماً، استطاع خلالها تنمية أموال المؤسسة من 600 مليون دينار إلى ما يزيد على 22 مليار دينار! وألتمس العذر من الأخ ابي خالد في تصحيح ما أدلى به من مغالطات.

فمن المعروف ان أموال التأمينات تأتي من مصادر أربعة وهي: مساهمات الدولة (جهات العمل) بنسبة %10، واستقطاعات الموظفين بنسبة %5، وسداد الدولة للعجز الاكتواري وفقا للمتغيرات المؤثرة في الرواتب التي كان آخرها بقيمة تقارب 8 مليارات دينار، إلى جانب عوائد الاستثمار، التي تعرضت لخسائر هائلة حسب ما جاء في تقارير ديوان المحاسبة بسبب الدخول في «المغامرة والمضاربة» في ما يعرف بالتعامل في خيارات الأسهم Option، والتي بلغت 360 مليون دينار خلال الأعوام 1995 - 1998 إضافة إلى خسائر لا يستهان بها في استثمارات محلية.

وسجل ديوان المحاسبة تحفظات على الإجراءات التي اتخذتها التأمينات، خصوصاً في ما يتعلق بالاستعانة بجهتين خارجيتين وهما Jp morgan وSBC warburg بشرط أن يخضعا «لإشراف المدير العام»! وهي محاولة لـ «نقض النتائج»، التي توصل إليها ديوان المحاسبة على حد التعبير الوارد في التقرير. وأكدت من جهتها لجنة حماية الأموال العامة في مجلس الأمة ما جاء في تقرير ديوان المحاسبة لعام 1998.

أما بالنسبة لعوائد الاستثمار، فحسب تقارير ديوان المحاسبة فقد غابت الشفافية والمهنية في استثمارات التأمينات، وسجل الديوان تحفظا بوجود «خلل فني ومحاسبي ورقابي على مستوى جميع أجهزة التأمينات»! إلى جانب «مخالفة التأمينات اللجنة الداخلية للاستثمار وكذلك اللجنة العليا للاستثمار والأسس والضوابط»، التي تم تحديدها من كلتا اللجنتين!

هذه المعلومات جزء بسيط من تقارير المحاسبة ولجنة الاستثمار، التي طالبت بالاستعانة بمدقق خارجي، وكانت محل خلاف واعتراض الأخ الرجعان، الأمر الذي حدا بالأخ الدكتور فهد الراشد تقديم بلاغ إلى النائب العام عام 2008 بصفته عضو مجلس إدارة التأمينات.

هكذا يتضح من واقع مصادر تمويل التأمينات ان ما تحقق من مليارات يعود إلى هذه المصادر وليس إلى مجهود الأخ الرجعان، وان المؤسسة منيت بخسائر وليس ارباحا.