نجتمع مع اسرائيل في جنيف وبروكسل ونرفض الاجتماع في أبو ظبي.. العدواني متعجباً

زاوية الكتاب

كتب 1144 مشاهدات 0


عالم اليوم

تم النشر  /  حكومة أبو جهاد

مشاري العدواني

 

في منتصف الستينيات كان يجتمع يوميا في الكويت، وافدان فلسطينيان، من اجل تكوين حركة تحرير فلسطين او ما يعرف اختصارا بـ (فتح) تلك الحركة التي غيرت وجه وتاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي، اما الوافدان فكانا ياسر عرفات او (ابوعمار) وخليل الوزير او (ابوجهاد) وهو الرجل الثاني، والعقل المدبر للكثير من العمليات ضد الكيان الصهيوني، وهو الذي خططت اسرائيل لاغتياله ثلاث مرات وفشلت، ولكن في المرة الرابعة عام 1988 نجحت في عملية من اجل تنفيذها بدقة تم زرع عدد من عناصر الموساد الاسرائيلي في تونس، حيث كان يقيم ابوجهاد، قبل يوم الاغتيال بثلاثة اشهر، وتمت العملية عن طريق انزال بحري بقوارب مطاطية، ومساندة 5 سفن حربية، و(السنة الماضية) عرض التلفزيون الاسرائيلي برنامجا وثائقيا في ذكرى مرور 25 عاما على انجح عملية اغتيال قام بها الموساد الاسرائيلي، وتخيلوا من استضافوا في ذلك البرنامج ؟!!
انها ام جهاد زوجة المغدور به، حيث تحدثت عن تلك الليلة وكيف قام عناصر الموساد واحدا تلو الاخر، بتفريغ 70 رصاصة في جسد ابوجهاد، وكيف كانت اللحظات الاخيرة في حياة الرجل الثاني في فلسطين، وما قاله وما فعله، وكيف تركها الاسرائيليون وأطفالها تعيش حتى اللحظة، لتروي للتاريخ تلك العملية !
.... ويوم امس رجعت للعم (يوتيوب) لمشاهدة ذلك البرنامج الاسرائيلي عن تلك العملية للمرة الثانية، بعدما قرأت بيان وزارة الكهرباء الكويتية، بقرارها الانسحاب من المؤتمر الدولي للطاقة المتجددة، الذي يقام في دولة الامارات العربية الشقيقة، وذلك لوجود وفد اسرائيلي في هذا المؤتمر !!
متخيلين الفيلم، بأن حتى الفلسطينيين بل زوجة رجل قتلته دولة اسرائيل، باتوا يجلسون مع الاسرائيلين علنا، ونحن في دولة الكويت العربية المبجلة، حكومتنا تزايد مش فقط على بقية شعوب وحكومات العرب، بل تزايد على الفلسطينيين انفسهم، وينسحبون من مؤتمر دولي بحجة وجود اسرائيل فيه !!
يا سمو الرئيس نحن لم نطلب منكم ومن حكومتكم التطبيع، مع اسرائيل وفتح سفارة في (تل ابيب) بل ان تحترموا عقولكم قبل ان تحترموا عقولنا، فدولة الكويت رسميا تجتمع في ساعة من ساعات اليوم، في مكانا ما وفي قاعة ما، مع الاسرائيليين فعليا، ففي جنيف نحن نجتمع معهم وفي بروكسل وفي باريس وفي نيويورك، وفي كل منظمة اقتصادية وسياسية واجتماعية وحقوقية، ورياضية، وفي عشرات الاتفاقيات الدولية، فهل قررت حكومتكم المبجلة بدءا من هذا المؤتمر ومن خلال وزارة الكهرباء، بأن تبدأ الانسحاب تدريجيا من جميع تلك الاجتماعات، والمؤتمرات، والمنظمات، بحجة وجود اسرائيل فيها ؟!!

عالم اليوم

تعليقات

اكتب تعليقك