طموح الكويت يتحطم على أعتاب الحكومات الضعيفة.. هذا ما يراه حسن كرم
زاوية الكتابكتب يناير 11, 2014, 12:19 ص 524 مشاهدات 0
الوطن
'عايزين حكومة شديدة ومتخافش'
حسن علي كرم
شعبان عبدالرحيم المطرب المصري الشعبي الاكثر شهرة لخص بكلمات بسيطة ما يريده الشعب المصري من حكومته، حكومة حازم الببلاوي، حكومة الثورة المضادة لحكومة مرسي الاخوانية..!!
يريد شعبان عبدالرحيم من حكومة الببلاوي ان تكون شديدة ومتخافش وليها صوت، طلبات عمنا شعبان عبدالرحيم على حكومته جاءت في ظروف سياسية عابرة يعيشها الشعب المصري وحكومته الثورية على الصعيد الداخلي وعلى الصعيد الخارجي، فالدولة المصرية ليست اليوم في حرب على الارهاب وحسب وانما هناك خارجيا من يحاول استغلال الظروف الاستثنائية للدولة المصرية والنيل منها وبالتالي فشعبان عبدالرحيم على حق عندما يطالب حكومته بان تكون قوية ومتخافش وصوتها عالي.
هذا في الشأن المصري الذي اظنه لحظات عابرة، وتعود الاوضاع الى افضل ما كانت بعد استكمال مؤسسات الدولة الجديدة من دستور وبرلمان ورئاسة الجمهورية وتكوين الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني على اساس الدستور الجديد.
فنحن مطمئنون ان مصر ستعبر ازمتها الراهنة وستكون اقوى من الاول، غير ان خوفنا وقلقنا على دولتنا الحبيبة وازماتها التي لا تنتهي ومستقبلها الذي لا يعلم الا الله كيف سيئول؟ فمشكلة الدولة الكويتية لا تكمن في خطأ اختيار الوزراء وحسب وانما تكمن في ضعف الحكومات وفي غياب الرؤية، فالكويت الدولة الوحيدة في العالم التي تشبه السفينة التي تشق عباب البحر من دون هدف.. هل هذا الواقع هو الذي ينطبق على الوضع الكويتي؟ اقول نعم وأضع تحت كلمة نعم مليون خط، في خلال بضع السنوات القليلة الماضية حكومات جاءت ورحلت، وكم من ازمات شديدة حدثت داخليا وكادت ان تطيح بمؤسسات الدولة وبثوابتها التاريخية، وهنا السؤال لماذا فشلت كل الحكومات لمواجهة الازمات وسقطت الواحدة بعد الاخرى كما تسقط اوراق الاشجار في فصل الخريف؟ لانها حكومات ضعيفة وغير مهيئة أو مؤهلة لمواجهة الازمات.
كنا نسمع عن الخطط الحكومية الخمسية والعشرية والعشرينية والثلاثينية والحقيقة لم تكن الا فقاعات تختفي في الهواء ليش؟ لانها لم تكن جادة ولان القائمين على مستقبل البلد غير مؤمنين بالتخطيط وغير قادرين على استيعاب ماذا يعني ان يكون لدولة خطط وبرامج وسياسات مستقبلية!!
انا لا اريد ان اتحدث هنا عن المليارات التي تذهب على مشاريع وهمية ولا عن الفساد والفشل الاداري، فلقد مج الناس من هذا الحديث المتكرر، ولا اريد ان اتحدث عن تراجع الدولة، فكل ذلك اسبابه معروفة، فلا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فعندما تكون الحكومة ضعيفة ووزراء فاشلون يختارون على اساس المحاصصة والترضيات بدلا من مبدأ الكفاءة والمسؤولية من المؤكد ان الفشل هو المحصلة الحتمية.
فمنذ متى والاقلام تكتب والألسن تلهج بالحكومة القوية والكفوءة ومتخافش، ومنذ متى وتأتينا حكومات ضعيفة وتخاف وترحل، هل تغير في النهج السياسي شيء، الآن هذه الحكومة المعدلة الاخيرة لرئيس الوزراء الذي شكل في خلال بضع سنوات ست وزارات، فهل هذه الحكومة القديمة الجديدة تلبي طموح الكويتيين وتضع البلاد على سكة التنمية والمستقبل الزاهر..؟!! أو هل هذه الحكومة قادرة على مواجهة السلطة التشريعية وعدم ضياع وقت البلاد والعباد في المناكفات والمصادمات والصراعات السياسية ما انزل الله بها من سلطان؟ الحكومة المعدلة اضعف حكومة ونرجو من الله ان يهدي رئيس الوزراء والا يعيد تشكيل الحكومة القادمة.
ان طموح البلد يتحطم على اعتاب الحكومات الضعيفة وغير المؤهلة.
ان العمل السياسي بات محصورا على ثلة من غير المؤهلين وغير القادرين على تطوير انفسهم وتطوير ادائهم، من هنا اعتقد حان منح الشباب دورا اكبر يواكب التطورات الجبارة التي تشهدها المنطقة ويشهدها العالم.
تعليقات