'المالكي' نموذج للطائفية الإيرانية في المنطقة.. بنظر محمد الدوسري
زاوية الكتابكتب يناير 6, 2014, 12:49 ص 838 مشاهدات 0
عالم اليوم
غربال / كربلاء.. قبلة المالكي
محمد مساعد الدوسري
انتشر رابط فيديو لكلمة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، وهو يتحدث عن ضرورة تحول قبلة المسلمين إلى كربلاء، وأن الحرب القائمة في الأنبار العراقية، هي حرب بين أحفاد الحسين وأحفاد يزيد، والكثير من الكلام الذي يثبت بما لا يقبل الشك أن المالكي يسعى لحشد الطائفة الشيعية للدخول في صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل، إلا لحماية كرسي رئاسة الوزراء الذي يتشبث به.
ما المستفاد من هذا الكلام الذي قاله نوري المالكي؟، بوجهة نظري البسيطة، أن هذا الكلام يزيل الغشاوة عن كل أعين الصامتين حتى الآن عن التدخل الِإيراني في العالم العربي، حيث أصبح المالكي المتحدث بلسان طائفي دليل على النموذج الإيراني الذي تسوقه في المنطقة، وما يجري في العراق هو شرح عملي لما ستقوم به إيران في كل دولة عربية تتدخل بها بأصابعها الاستخباراتية، وتحركاتها التي تدعي حماية الشيعة.
سبق لإيران أن احتلت لبنان، البلد العربي الذي أصبح رهينة بيد حزب الله، ممثل إيران هناك، وهو نموذج وشرح عملي سابق على نموذجهم في العراق، ومع ذلك لا يزال هناك من يتحدث عن إيران وكأنها دولة مسالمة صديقة لا تسعى لابتلاع دولنا والهيمنة على شعوب المنطقة، وهذا ما يجعلني أتساءل، هل هناك عقل لدى ساسة بعض الدول الخليجية التي هرولت لإيران بعد اتفاقها مع الولايات المتحدة الأميركية؟.
الصراع القائم الآن مع إيران في المنطقة هو صراع وجود، وهي تتقدم بكل قوة في العراق وسوريا ولبنان، وتتوسع في اليمن وبعض دولنا الخليجية، بل إن أجهزتها الاستخباراتية وصلت إلى المغرب العربي ومصر، وتمتلك وجودا مسلحا في العراق وسوريا ولبنان بشكل صريح، ومع كل ما سبق، نجد دولاً عربية وخليجية تذهب في حربها مع الإخوان المسلمين إلى حد البطش، بينما نراها مع إيران غفورة رحيمة، أو خائفة إن لم يخب ظني.
أنظمتنا العربية والخليجية لم تعد تملك الرشد المطلوب للتمييز بين الشر والخير، أو للتمييز بين الخطر والأخطر إن سايرناها في عقدتها المتمثلة في التيارات الإسلامية، فهي ترى هذه التيارات أشد خطراً عليها من إيران التي تحتل دولا عربية بشكل مباشر، فهل تمتلك هذه الأنظمة رشداً بعد كل هذه الأمور الواضحة؟.
تعليقات