هل من مجال للحوار مع الإخوان؟!.. سؤال يطرحه ويجيب عنه الصراف

زاوية الكتاب

كتب 630 مشاهدات 0


القبس

كلام الناس  /  نحن الإسلام.. هكذا يقول الإخوان

أحمد الصراف

 

الحوار وسيلة تفاهم بين البشر، وكثير من الصراعات والحروب كان يمكن تجنبها لو توافر الحوار بين طرفي النزاع، فبغيابه يصبح التفاهم صعبا. ولكن يستحيل الحوار إن اعتقد طرف أنه أرقى أو أفضل من الطرف الآخر ماديا، أخلاقيا، عنصريا أو اجتماعيا. ولهذا فشلت جميع محاولات الحوار مع هتلر وصدام وغيره من الدكتاتوريين لاعتقادهم بأنهم أفضل من غيرهم، أو اكثر فهما منهم. كما فشل الحوار، في الغالب دائما، بين المتشددين عقائديا، دينيا وبين المخالفين لهم، لاعتقاد طرف أنه يمثل «الحق»، أو أن إله السماء يقف بجانبه!

نكتب هذه المقدمة تعليقا على مطالبات كثيرين للحكومة المصرية، أو الحكومات العربية الأخرى التي ستنضم اليها، التخلي عن إعلان جماعة الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا، والبدء بـ«حوار» معها، بغية «هدايتها»، ونزع فتيل الفتنة! وعلى الرغم مما تتضمنه الدعوة من حكمة إلا أن من المستحيل أن يقبل الإخوان بأي حوار قد ينتهي بفنائهم. فكيف يمكن أن يتخلوا عن «إيمانهم» بأنهم حاملو مشعل الحق، وممثلو الإيمان الصحيح، وأن كل من يعاديهم هو معاد للإسلام، ويحق بالتالي الاقتصاص منه بحد السيف. فهل يمكن أن يتخلى الإخوان يوما عن مثل هذه الاعتقادات، أم سيستمرون في طريقهم، لأن القتال كتب عليهم؟

في هذا الصدد يقول الزميل خليل حيدر إن تصريحات «الإخوان» وتصادمهم مع قوى الامن ومع عامة الناس في الشوارع والمحال والاحياء، عمقت الحفرة التي وجدوا أنفسهم فيها بعد 30 يونيو، وغاصوا أكثر في ازمتهم. وبدا من المستغرب أن يكون تحت امرة الإخوان هذا الجيش من القانونيين والدعاة والقادة ثم يمضون في هذه السياسة التي فقدت جدواها تماما وخبا بريق شعاراتها، بعد أن تغيرت الحسابات والموازنات السياسية والشعبية. لقد اساءت الجماعة التي كانت تخطط لحكم مصر 500 سنة، لنفسها، خلال الفترة التي امسك بها د. محمد مرسي بزمام حكم مصر، وغلب على ادائها الارتجال والتسرع وضيق الافق والانانية وحرق المراحل. ويضيف الباحث في شؤون الإخوان، الزميل ثروت الخرباوي، القيادي السابق فيها: إن الذي وضع الإخوان في لائحة الإرهاب، وصنفها ووصمها هو مؤسسها (حسن البنا)، وأكد على هذا القرار سيد قطب، وجعله قابلا للتنفيذ «بديع ومرسي والشاطر وفرقتهم». واضاف بأن الإخوان جماعة إرهابية، لأن مؤسسها بدأ خطواته الأولى في انشائها بوضع شعار المصحف والسيفين مع كلمة «وأعدوا»، شعارا، ولم يكن ذلك اعتباطا، أو مصادفة، بل جاء معبرا عن فكر ومشروع الجماعة! فحسن البنا كان يؤمن بأن الإسلام لا ينتشر الا بالسيف، ولا يواجه خصومه إلا بالسيف!

والآن هل من مجال للحوار مع مثل هؤلاء؟

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك