عبد الله المسفر ينتقد قرار الحكومة منع الكويتيين من الكتابة فى الصحف، ويرى البديل أن تكون صحافة الكويت بأيدى الوافدين، وهم الأولى بالمنع!

منع الوافدين لا الكويتيين يا حكومة!! 
 
كتب عبد الله المسفر

 
السادة الجهابذة العلماء المبجلون المحترمون الـ والـ والـ .. أصحاب الأفكار النيرة سربوا مؤخرا خبرا عن منع الموظفين الكويتيين من الكتابة في الصحف.. لعلهم يستطيعون إجبار الكتاب والرأي العام على تقبل الفكرة بدعوى الجمع بين وظيفتين.. وللأسف الشديد ورغم نفي وزير الإعلام لمثل هذا الخبر أو الوثيقة كما يطلقون عليها والتأكيد على عدم وجود نية للحكومة لتطبيق مثل هذا القرار أو القانون فإن هناك من يؤكد على أن هناك تحركاً فعليا لذلك، وقد أكد الزميل الاستاذ أحمد الديين في عالم اليوم قبل ايام على وجود مثل هذا التوجه.

هل نحن مع الجمع بين وظيفتين.. بالطبع لا والف لا وذلك لاتاحة المجال للآخرين للحصول على وظيفة وللحد من البطالة.. ولكن هذا الأمر لا ينطبق على الصحف.. ذلك لأن العمل الصحفي عمل يحتاج لموهبة ومهارات خاصة ولا يتطلب الالتزام بوقت دوام معين.. فهل الحد من عمل الموظفين سيخلق فرص عمل للعاطلين عن العمل ومن يعانون البطالة؟! بالطبع لا.

مدى علمي أن أكثر من 90 % من الصحفيين والكتاب الكويتيين يعملون كموظفين في وزارات الدولة ومعنى هذا أن خروج هؤلاء من العمل بالجسم الصحفي سيخلق فرص عمل لوافدين وليس كويتيين.. كما أن الصحف قطاع خاص وهو غالبا غير مرغوب لأبناء بلدنا ويفضلون عليه العمل الحكومي فبأي منطق يمكن أن نقبل ما سوف يحدث

هل تريد الحكومة إبعاد الكويتيين عن العمل بالصحافة لتفعل ما تريد وتهمش السلطة الرابعة ولا تعرض نفسها لأي نقد أو محاسبة؟.. هل تريد الحكومة أن تصبح الصحف الكويتية بأقلام غير كويتية؟؟.. هل هذا فعلا يحدث في بلد ديمقراطي ويتفاخر بالديمقراطية كما الكويت؟؟؟.. حقيقة لا نصدق. مع حبنا واحترامنا للاخوة الوافدين إلا اننا مع توجه منع الوافد الجمع بين وظيفتين.. وأن يعمل الوافد في وزارة وصحيفة لأن حتما هدفه بنسبة كبيرة المال أولا وأخيرا وعمله بصحيفة سيسهل له أموراً في عمل الوزارة وعمله في صحيفة سيؤثر على ادائه في عمل الوزراة.. بل نحن نطالب بمحاسبة الوافدين العاملين في وزارات وصحف لأن هدفهم الاسترزاق في المقام الأول.. ومطلوب أن يكون الوافد العامل في الصحف أصلا صحفيا ومتمرسا وجيداً ولكن للأسف كثير من الوافدين غير المؤهلين يعملون بالصحف الكويتية ولا أجد مبررا لدى أصحاب الصحف لقبولهم إلا لضعف رواتب مثل هؤلاء.. مع العلم أنه ليس مطلوبا من الكويت أن تعلمهم وتعطيهم الخبرة والتجربة.. بينما من المفترض أن نشجع كل موهبة كويتية ونكافئها وننميها.

مطلوب من الحكومة أن تكون عقلانية وصاحبة فكر في تطبيق مثل هذه القوانين.. والكويتيون لن يصمتوا بإبعادهم عن الصحف فالوسائل كثيرة كالانترنت مثلا.. ومنع الأقلام الكويتية من الكتابة وكسرها أمر خطير وتراجع للحرية في الكويت فهل تريد الحكومة أن تضع نفسها في قائمة أكثر الحكومات قمعا في المنطقة؟!.. صعب أن نصدق ذلك.