امتلاك إيران 'النووي' سيجعل لها اليد العليا في إقليمنا.. برأي غنيم الزعبي

الأنباء

في الصميم  /  النووي الإيراني ومعادلة دول الخليج

م. غنيم الزعبي

نحن اشترينا أغلب العالم.. والباقي لم نشتريه فقط لأنه غير معروض للبيع.. عبارات أطلقها مسؤول تنفيذي كبير في أحد الصناديق الاستثمارية السيادية الخليجية وهي كلمات فيها بعض المبالغة والكثير من العنجهية والغرور.. لكنها أيضا تحمل بعض المصداقية فتلك الصناديق ذات إمكانات مالية جبارة وغير محدودة ويأتيها التمويل المستمر والمتواصل من مبيعات النفط التي لا تكلف دول الخليج سوى دولارين وثلاثة وتبيعه بمائة وثلاث دولارات.. كما أن تلك الصناديق السيادية لها علاقات وثيقة وقريبة مع اغلب صناع القرار في العالم الذين يسعون لجذب ود تلك الصناديق لضخ بعض الأموال في بلادهم والاستثمار فيها.. كل تلك الأموال وكل تلك العلاقات قادرة على شراء أي شيء (معروض للبيع) تسعى إليه دول الخليج وترغب في إقتنائه.. ومن هذا المنطلق وجهت دول الخليج رسالة مرات ومرات للمجتمع الدولي عموما والدول الست الكبرى التي تفاوض إيران حاليا بشأن برنامجها النووي أنها لن تقبل بأن تجد نفسها بين كفي كماشة قوى نووية اثنتين هما إيران وإسرائيل فتتحول دول الخليج بسبب هذا الاختلال الكبير في ميزان القوى الى حمل وديع بين ذئاب شرسة مسلحة بسلاح نووي لن ينفع معه أو يصده جبال وملايين الأطنان من الأسلحة حتى لو استهلكت كل ميزانيتها في سبيل شرائها.. الرسالة الخليجية للمجتمع الدولي هي إن حصلت إيران مساء اليوم على السلاح النووي بموافقتكم فسنحصل عليه صباح الغد بدون موافقتكم.. لدينا الكثير من المواضيع العالقة مع إيران والعديد من الملفات المفتوحة وكذلك لدينا مشكلة المشاكل مع الجار أنه يحاول تصدير ثورته إلينا وله محاولات كثيرة وسوابق في زعزعة استقرار دول الخليج والعبث بأمنها.

كل هذه الأمور السابقة عالجناها في الماضي ببرامج التسلح المليارية التي اعطتنا بعض التفوق على إيران خاصة في السلاح الجوي وكذلك قمنا بإبرام إتفاقيات أمنية مع بعض الدول الكبرى لكبح جماح التوسع الإيراني.. لكن هذا كله لا يساوي شيئا أمام امتلاك إيران (لوحدها) السلاح النووي الذي سيجعل لإيران اليد العليا في إقليمنا وهذا ما لن نسمح به، فقط أنظروا ماذا فعلت (اليد الإيرانية) في لبنان وسورية.