'الصريف' أظهرت أخلاق أهل الكويت…؟! بقلم عبدالكريم الشمري

لا أريد أن أتناول معركة الصريف من الناحية التاريخية والإجتماعية وآثارها على مجريات الأحداث في شبه الجزيرة وعلى الكويت بشكل خاص لأن هذا الأمر سيكون بمثابة تحصيل حاصل لكثرة ما كتب وقيل عن هذه القضايا ولكن أريد أن ألفت انتباه أحفاد من شاركوا في هذه المعركة ومن يزعم بأنه من أحفادهم -ممن ملأؤوا سماء الكويت صخبا وصجيجا بترديدهم (نحن اهل الكويت) و(أخلاق أهل الكويت)- إلى كرم أخلاق اهل الكويت الحقيقيّين وانصافهم لمخالفيهم…فلو نظرنا إلى حمود الناصر شاعر الكويت والذي كان بمثابة وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم دولة الكويت يقول في قصيدته الطويلة والتي وجهها للأمير عبدالعزيز المتعب الرشيد (الجنازه):
أنتم كما ضلعٍ قويٍّ حجارا
وحنّا كما نجمٍ على الضلع حدّار…
وأنتم حرارٍ من مواكر حرارا
وحنا ترانا من صواريم سنجار…!
فحمود الناصر مع اعترافه بقوتهم وأفضليّتهم على حصومهم لم يبخس خصومه حقّهم الذي لو أنكره حمود الناصر لكان غير منصف لشدّة وضوحه وعدم اختلاف العقلاء عليه ولكن حمود الناصر كمسلم عربي كويتي أصيل اختار فضيلة الانصاف على رذيلة الاجحاف…!
والانصاف في هذه المواطن الحرجة والظروف الصعبة التي يستببح فيها كثير من الناس شتى الرذائل تحت ذريعة بأن الحرب خدعة دليل على أن الانصاف خلق لصيق ومتجذّر في النفس…!
فالانتساب إلى هذا الجيل من الآباء والمؤسّسيين لا يكون مشرّفاً لمن يزعم بأنه من أحفادهم وهو يخالفهم في أبرز صفه من صفاتهم وهي صفة الانصاف…!
والانتساب لهم شكليًّا ومخالفتهم أخلاقيًّا انتساب لا يزيد من يدّعيه عنهم إلا بعداً…فلو قدّر لذلك الجيل أن يرى ما يقوم به (بعض) هؤلاء من فجور في الخصومة وافتراء على المخالف وخلق الأكاذيب عليه ونشر صوره وهتك ستر الله عليه والتجسس على خصوصيّاته لما تردّدوا لحظة في نفي هؤلاء وعدم التشرف بهم كأحفاد…!!
ونحن بدورنا نقول لكل من يفاخر بأنه من أحفاد أهل الكويت وهو يخالفهم في أبرز صفاتهم:
إذا افتخرت بآباءٍ ذوي حسبٍ…
قلنا صدقت ولكن بئس ما ولدوا…!!

عبدالكريم دوخي الشمري