الاستجوابات فقدت رهبتها.. هذا ما يراه عبد العزيز التويجري
زاوية الكتابكتب نوفمبر 7, 2013, 11:53 م 608 مشاهدات 0
القبس
الاستجوابات فقدت شخصيتها
عبد العزيز التويجري
الاستجواب أداة دستورية نص عليها الدستور، ومنح لعضو مجلس الأمة حق توجيهه الى الوزير المختص، ولكن هل بعد توجيه الاستجواب يمكن التصالح بين الوزير والنائب، وفي الوقت ذاته تحقيق مصلحة الوطن؟
تجتاح الحياة السياسية هذه الأيام موجة كبيرة من الاستجوابات الموجهة من نواب ضد وزراء، مما أفقد هذه الأداة الدستورية رهبتها التي كانت موجودة، وجعلت منها نزهة للوزير على المنصة، بعكس ما كانت عليه الاستجوابات في السنوات السابقة، فقد كانت كلمة استجواب لها رهبة، وتؤدي إلى خلل سياسي كبير، وقد يتم حل مجلس الامة، أو استقالة الحكومة لأجل ذلك.
بدا واضحاً في الاسابيع الاخيرة ان هناك اقبالاً من قبل بعض النواب على تقديم الاستجوابات بشكل شره، ولا شك في ان النواب يعرفون أن هناك خطوات دستورية تسبق الاستجواب، مثل الاسئلة البرلمانية، ولكن مع ذلك اعطاهم المشرع حق استخدام الاستجواب، فلا بأس في هذا الجانب، ولكن يجب علينا النظر في عدة أمور تتعلق بهذه الخطوة الدستورية، ويتحمل تبعاتها كلا الطرفين النواب والوزراء.
بداية فإن غالبية، ان لم نقل، كل الاستجوابات التي قدمت عبر تاريخ مجلس الامة الحديث - على الأقل منذ عشرين سنة - لم تأت بنتيجة إيجابية، ولم يحقق الاستجواب الغاية الاصلاحية منه، وهذا يفتح باب التساؤلات، هل أدلة النائب المقدم للاستجواب ضعيفة، أم هو استجواب كيدي، أم هو ورقة سياسية تستخدم في صراعات معينة؟
الأمر الآخر، هل فعلاً ان النائب المقدم للاستجواب، قام بذلك بدافع المحاسبة والرقابة التشريعية، أم هو مدفوع من قبل تكتلات وتجمعات وأفراد لتصفية حسابات معينة؟ ولو كان الاستجواب صافيا لوجه الوطن، لنجح، ومشكلة بعض الاستجوابات أنك ترى فيها ملامح ذات دوافع شخصية، وبعضها يخرج عن اطار المعقول اللفظي، فيتحول الأمر الى تجريح.
من الجانب الآخر، نتساءل عن دور الوزراء في تلقي هذه الاستجوابات، وما المجال الذي يفتحونه بأدائهم الوزاري لتدخل الاستجوابات من خلاله إليهم؟ ولماذا لا تكون هناك شفافية مطلقة في عمل السلطة التنفيذية بشكل عام، ولماذا يضع بعض الوزراء انفسهم في موضع الاستجواب اذا كان بامكانهم تجنب ذلك؟ وايضا من الجيد ان يكون هدف النواب هو كشف الحقائق، وليس تقديم الاستجواب تعنتاً، ومثال على ذلك ما دار بين النائب حسين قويعان والوزير محمد العبد الله حول تصريح قويعان بأنه في حال اثبت العبد الله ان ليس هناك وافدون مصابون بالايدز، فلا داعي للاستجواب، وهذا يعطي فرصة لتصفية الاجواء في حال كان الأمر يحل من دون تأزيم.
في ذاكرة التاريخ البرلماني عدة أمثلة على تصالح النائب والوزير بالاتفاق على تحقيق المصلحة العامة من خلال لقاءات تتم بينهما، وينتج عنها حل المشكلة، ويا دار ما دخلك شر، هنا نقتنع بأن الاستجواب كان هدفه اصلاحياً وليس سياسياً.
تعليقات