ليس من الحكمة التصدي لإيران!.. برأي ياسر الصالح

زاوية الكتاب

كتب 575 مشاهدات 0


الراي

نبض الواقع  /  إيران هزمت نتنياهو

د. ياسر الصالح

 

تتسارع الاحداث في الاقليم لتظهر تردداتها إقليميا وعلى المستوى العالمي ولتعطي محصلة لا تدع مجالا للجدل بأن محور المقاومة، إيران وحليفاتها، هو المعسكر المنتصر... بالطبع الانتصار هنا يحسب بتراكم النقاط في المستويات المختلفة: إقليمية ودولية، وكذلك في الجوانب السياسية والديبلوماسية والعسكرية والأمنية.
ليس من داع للإسهاب في سرد جوانب الانتصار في كل هذه المجالات، فقد أصبحت واضحة للمستوى الشعبي الاقليمي وكذلك الدولي رغم المحاولات المستميتة الفاشلة التي تقوم بها الماكينة الاعلامية للمعسكر الخاسر وهو المعسكر المناوئ لمحور المقاومة والممانعة... هذا المحور الذي تشتت وتشظى بدرجة كبيرة حتى أننا لم نعد نسمع بإسمه الذي كان يطلق عليه: «محور ومعسكر الاعتدال»، فقد اختفى هذا الاسم من التداول فلم يبقَ من الانظمة الرئيسية المؤسسة له غير بعض الأنظمة، أما البقية فقد طالتهم يد التغيير إما من خلال القوى الشعبية في بلدانهم أو من خلال الضغوط والصفقات الدولية والاقليمية.
من المؤشرات المهمة على انتصار محور المقاومة والممانعة هو التحول في منهجية التعامل الغربي وفي مقدمته الاميركي مع هذا المحور والذي ظهر كمؤشر أيضا من خلال الغضب العارم الذي بدا في بعض الدول وفي إسرائيل وتجلى في الممارسات الغاضبة التي أظهرتها هذه الدول ضد الأمم المتحدة معللة ذلك برفضها للنظام الذي يحكم هذه المنظمة الدولية، وهو الموقف الذي لم يكن له مقدمات اللهم الا أنه جاء مباشرة بعد الصفقة الدولية بشأن الكيماوي السوري التي أبعدت الضربة العسكرية عن سورية ومعها أدت لدعم موقف النظام السوري ورئيسه بشار الأسد على المستوى العالمي، ولكن ما ذكره أحد المسؤولين الخليجيين قبل يومين ونقلته عنه صحيفة الوول ستريت جورنال بأن المستهدف من هذه الممارسات ضد الامم المتحدة إنما المقصود فيه هو إبداء الاعتراض للولايات المتحدة.
أما الغضب الإسرائيلي من المستجدات فقد تجلى بتصريحات وتهديدات نتنياهو وحنقه من ابتعاد الغرب والولايات المتحدة عن رؤيته لكيفية إدارة الصراع والتعامل مع إيران وقد بدأ الإعلام الصهيوني يتحدث، وبالتحديد صحيفة معاريف، عن خسارة نتنياهو في مقابل إيران وتبعات هذه الخسارة عليه وعلى حكومته. نحن مدعوون لأن نرى الأمور بواقعية بعيدا عن الضغوط الإقليمية والمحلية، وندعو بأن يكون بلدنا وبلدان المنطقة عناصر فاعلة في بناء منظومة علاقات دولية جديدة معتمدة على التعاون والتكامل بدل النزاعات والحروب التي أكلت موارد المنطقة وسلبتها الأمن وعطلت التنمية بجميع جوانبها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية وأنتجت بدلا منها ثقافة التكفير والدماء والذبح والنحر والتفجير.
ان المسيرة الآخذة بالتشكل مسيرة واعدة واقعية، فلنكن جزءا منها نسير بمواكبتها لا أن نكون عصا تتكسر وهي تحاول إعاقة حركتها العارمة، فما لم تستطع الصهيونية العالمية بكل عتادها وعدتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية من إيقافه عبر نتنياهو وأدواتها الأخرى من اللوبيات في الدول الأوروبية والولايات المتحدة وبقية دول العالم، ما لم تستطع الصهيونية العالمية هزيمته، ليس من الحكمة محاولة التصدي له من منطلقات تعصبية جوفاء، فعجلة التاريخ قد دارت ومعها الواقع الجديد.

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك