إيران صديقة 'الشيطان الأكبر'!.. بقلم محمد الدوسري

عالم اليوم

غربال  /  إيران.. صديقة الشيطان الأكبر

محمد مساعد الدوسري

ما الذي يعرفه أي عربي عن علاقة جمهورية إيران الإسلامية بالولايات المتحدة الأميركية ؟، من الطبيعي أن يقول أي عربي أنها علاقة عداء مستحكم لدرجة أن أميركا يطلق عليها وصف «الشيطان الأكبر» في أدبيات النظام الحاكم في إيران، تذكروا ذلك جيدا.

إيران وبعد حصار طويل من قبل أميركا وحلفائها الأوروبيين، تعيش وسط أزمة اقتصادية طاحنة، نتجت خاصة عن العقوبات الأخيرة في عهد الرئيس الأميركي أوباما، إيران تعاني من الاستنزاف في سوريا، نتيجة الثورة الشعبية هناك ضد النظام البعثي وحلفائه في المنطقة، إيران وجدت نفسها في ورطة.

تجرع السم الذي تحدث عنه الخميني خلال توقيعه لاتفاق إنهاء الحرب مع العراق في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، يجري الآن من جديد في عهد الرئيس خامنئي، غير أن هذه الاستراتيجية الإيرانية تحافظ على نقاط لا يمكن أن تتخلى عنها، منها نفوذها في المنطقة وسياساتها التوسعية من خلال تصدير ثورتها بشكل ناعم من خلال خلاياها المنتشرة في المنطقة، إضافة إلى بقاء شكل النظام وجوهره كما هو عليه الآن.

أي اتفاق مستقبلي بين إيران وأميركا تستبعد منه المنظومة الخليجية سيكون على حسابنا في الشاطئ الغربي للخليج، دولنا تعيش في ارتباك اللحظة الراهنة ولا تعرف ما يمكن القيام به لعدم قيام تفاهم تكون فيه إيران هي القوة العظمى في المنطقة، بل أن دولنا تستعدي تركيا الحليف الوحيد القادر على صد مثل هذا السيناريو المرعب، أما مصر، فهي تعيش في حقل التجارب الخليجية المريرة.

نعود إلى البداية، إيران لا مانع لديها من التفاهم مع «الشيطان» الأكبر، في سبيل بسط نفوذها وسيطرتها على المنطقة، بينما نجد دولنا الخليجية تستمر في ارتكاب خطأ الاعتماد على الآخر الباحث عن مصالحه فقط، ومصالحه لا تتطابق مع مصالحنا كدول خليجية.

إيران تتحالف مع «الشيطان» الأكبر يا عرب ويا خليج، بينما تعجزون أنتم عن التحالف مع «الملائكة» من شعوبكم وتياراتكم السياسية العاقلة في المنطقة.