مشكلتنا في الكويت ليست في الوزير نفسه.. بنظر ناصر بهبهاني
زاوية الكتابكتب أغسطس 12, 2013, 11:13 م 681 مشاهدات 0
الأنباء
نوافذ / آداء الوزير أم شخصه؟
د. ناصر بهبهاني
بعض التقارير الاقتصادية لم تتفاءل كثيرا بالتشكيلة الحكومية الجديدة، واعتبرت أنها لم تكن وفق التوقعات، أو الطموحات باعتبار أنها جاءت حكومة محاصصات.
وبغض النظر عن النظرة التشاؤمية لما ورد، فإن أحد أهم الأخطاء التي يرتكبها المحللون السياسيون هو الحكم على الأشخاص لا الأداء، وهو خطأ يطال غالبا الحكومات التي تتشكل على أساس سياسي لا على أساس التخصص والتكنوقراط، وقد يكون من الظلم أن نطلق الحكم على الأشخاص قبل أن نرى أداءهم حتى وإن تم الاختيار على أساس سياسي، وخصوصا أنه لم يثبت حتى الآن أيهما أكثر نجاحا في الكويت، الحكومة السياسية أم حكومة التكنوقراط.
فمثلا عندما تم اختيار الوزير الراحل د. أحمد الربعي لوزارة التربية والتعليم العالي كنوع من التكنوقراط، بحكم أن الرجل له وجهات نظر مهمة في التعليم من خلال موقعه الأكاديمي، وأيضا من خلال أفكاره التي كان ينشرها في زاويته الشهيرة التي كان عنوانها الدائم «بالمقلوب»، ولكن بعد تسلمه لوزارة التربية والتعليم العالي في التسعينيات لم يتمكن من تحقيق كل ما كان يصبو إليه.
وبالمقابل هناك وزراء تم اختيارهم لاعتبارات سياسية أو اجتماعية وتمكنوا من عمل شيء معقول.
مشكلتنا في الكويت ليست في الوزير نفسه، ولكن في منظومة إشكاليات متشابكة مع بعضها هي التي تعيق عمل الوزير، فالسلطة التشريعية نفسها غالبا ما تكون أحد أسباب هذه العوائق، وتخلط بين الدور الرقابي والدور السلطوي، فتمارس سلطة أشبه بالتعسفية، الإشكالية الأخرى تتمثل في عدم وجود استقرار حكومي، فما إن يبدأ الوزير أعماله حتى تستقيل الحكومة بسبب الأزمات السياسية، ومنذ أكثر من عشر سنوات لم يتمكن وزير واحد من إكمال برنامجه أو حتى الخطة الحكومية.
إذن من السابق لأوانه أن يتم انتقاد الأشخاص قبل رؤية الأداء كي لا نقع في فخ «الشخصانية» والتشاؤم.
تعليقات