نعيش تقلبات احتقان سياسي وتيه اجتماعي وضياع مؤسسي.. برأي تركي العازمي

زاوية الكتاب

كتب 743 مشاهدات 0


الراي

وجع الحروف  /  لندخل البيوت من أبوابها..!

د. تركي العازمي

 

يقول المولى عز شأنه «لَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا»، وبما أننا للتو عدنا إلى أعمالنا بعد إجازة عيد الفطر، نرغب في هذا المقال العروج إلى مفهوم الآية الكريمة والتي تعني في مفاهيم السلوك الاجتماعي استخدام الطريق السليمة للتعامل مع الناس!
فلو نظرنا إلى طريقة تعاملنا مع مجمل القضايا الشائكة سنجدها في الغالب تأتي كممارسات سلوكية تعتمد الدخول إلى البيوت (لب القضية الخلافية) من باب خطأ.. من ظهر البيوت من فوق حجاب بعيدا عن الأعين أو الصورة الظاهرة الطبيعية للبحث في لب القضية!
سار البعض على خط المعارضة واعتمد بقصد أو من دون قصد إلى بث رسائل غير مباشرة (بالوكالة) وعندما نقلنا وجهة النظر صراحة بطريقة مباشرة (نعطي بالوجه) من دون مجاملة وجدنا بعض الأحبة معاتبين لنا محبذين لو أنني تجنبت الصراحة.... وكان ردي: لماذا لا ندخل البيوت من أبوابها؟!
لاحظ سلوكك وتمعن في طريقة عملك المهني من الجانب السلوكي، إن كنت من «المنافقين» تغير لون مقاصدك مع مسؤولك وفق توجهات مسؤولك، فمن الطبيعي أنك ستحظى بحالة من الرضا الوظيفي وتستقبل الترقية تلو الآخرى وأنت في قرارة نفسك تعلم أن مسؤولك على خطأ لكن «المخرج عازو كده»!
وعلى المستوى الشخصي وطيلة عملي.. كنت لا أجامل في الخطأ وقد خسرت الكثير لكنني كسبت نفسي والصالحين!
وأنت أخي القارئ وأختي القارئة.... تخيل لو أنك أخذت من نهج دخول البيوت من ظهورها وجاءت لحظة غيابك عن هذه الحياة الزائلة وتركك الناس في حفرة القبر لتلاقي مصيرك: فهل سينفعك رضا مسؤول أو مجموعة سياسية؟
وبما أننا أمضينا 29 يوما من شهر رمضان الفضيل الذي كان حري بنا تفهم الحاجة فيه إلى الرجوع إلى الحق في ممارساتنا السلوكية، فنحن نعلم مكامن الخلل ونتطرق لها بحيادية ومصداقية في عهد كثر فيه النفاق الاجتماعي لكن لا الحق رجع إلى أصحابه ولا سمحنا للمخلصين بالدخول إلى أصحاب القرار من الأبواب!
يظهر لنا أن الطرق إلى الأبواب الفعلية مغلقة... والعراقيل بيننا وبين باب أصحاب القرار تحتاج إلى تغيير ثقافة مجتمع التي تمتد إلى جيل حددها علماء الاجتماع بفترة تتراوح بين 10 إلى 30 عاما!
لذلك، نتمنى من المولى عز شأنه أن نصل إلى الابواب التي طرقناها في مقالات عدة ولم نجد من يفتح الباب كي يتسنى لنا طرح الفكر الإستراتيجي والنموذج القيادي التحويلي الذي تحتاجه مؤسسات الدولة العام منها والخاص لبلوغ غايات الإصلاح المؤسسي والاجتماعي والسياسي!
ليعلم أي قيادي كبر منصبه أم صغر إن من يصدقك القول خير من جيش عرمرم من مسؤولي «سياسة ربط العصاعص» التي ذكرناها في مقال سابق... والمصداقية هي نقطة الالتقاء بين كتلتي المعارضة والموالين!
أصدقونا القول إن كنتم تريدون الإصلاح وافتحوا أبوابكم لكل قيادي نزيه فهذا هو المخرج الحقيقي من حقبة الاحتقان السياسي والتيه الاجتماعي والضياع المؤسسي الذي نعيش تقلباته!
ولتكن الشفافية واختيار النواب الذين يأتون بيت الأمة من الباب المؤدي له خيارنا في القادم من الأيام، ولتكن تزكية قياديي الدولة من وزراء ووكلاء ووكلاء مساعدين ورؤساء للشركات حسب الكفاءة وحسن السيرة والسلوك.... وتابعوا النتائج الطيبة بعد التطبيق الفعلي والله المستعان!

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك