الجميع مُطالب بالمحافظة على نسيج المجتمع الكويتي.. هذا ما يراه الطراح
زاوية الكتابكتب يونيو 16, 2013, 12:30 ص 1076 مشاهدات 0
القبس
من الذاكرة / ما بعد الدستورية
خالد أحمد الطراح
بغض النظر عن حكم المحكمة الدستورية، فإننا مطالبون، حكومة وشعباً، بالعمل والتعاون للمحافظة على نسيج المجتمع الكويتي.
العديد من المختصين وخبراء القانون أدلوا بآرائهم وتوقعاتهم عن حكم المحكمة الدستورية الذي سيصدر اليوم 6/16. كما أن معظم القوى السياسية حددت مواقفها، بينما ينتظر البعض الآخر تحديد مواقفه على ضوء حكم المحكمة الدستورية. الحكم، سواء كان في مصلحة أو ضد مجلس 2009، فلاشك في أنه محل احترام كل السلطات والقوى السياسية والشعب ككل. فإيماننا بالقضاء ونزاهته هو إيمان مطلق بكل الأحوال. وبغض النظر عن حكم المحكمة الدستورية، فإننا مطالبون، حكومة وشعباً، بالعمل والتعاون للمحافظة على نسيج المجتمع الكويتي ووحدة الصف، وأن تسمو روح الوحدة الوطنية فوق كل اعتبار، وتحت كل الظروف والتحديات التي تعصف بالبلاد منذ سنوات. ولا شك في أن مسؤولية كبيرة تتحملها الحكومة في تبني مشروع وطني يخاطب الفرد والمجتمع ويرفع مستوى وعيه أيضاً. فمن الواضح أن الناخب بحاجة إلى عملية تثقيف وتنوير حتى يتمكن من ممارسة مسؤولياته الوطنية في حسن اختيار ممثلي الأمة وأسلوب المحاسبة ومتابعة الأداء.
إن حضرة صاحب السمو أكد مراراً، وفي مناسبات عديدة، تمسك أسرة الصباح الكرام بالديموقراطية، وإيمان سموه الشخصي بالنهج الديموقراطي والحوار، الأمر الذي يستوجب على الحكومة رسم خريطة الطريق من أجل تحقيق هذه الرؤية السامية من أجل «كويت الحاضر والمستقبل». هناك العديد من المشروعات التنموية التي نحن في أمس الحاجة إليها، كما أن هناك حاجة لنرسخ روح الحوار البناء، وتقبل الرأي الآخر، بعيداً عن المحاصصة، حتى يصبح المواطن شريكاً فعّالاً في استشراف المستقبل، وأن نحارب الفساد مهما كان الثمن باهظاً.
علينا ألا نتجاهل المحيط الإقليمي والتقلبات السياسية والنزعات المذهبية التي باتت واضحة في تمزيق مجتمعات مجاورة. ولا شك في أننا لسنا بمنأى عما يجري حولنا، فعاصفة التطرف الديني والمذهبية البغضاء من الممكن جداً أن تتطاير شرارتها وتخترق بيوتنا إذا لم نتلاحم ونقف بصلابة أمام هذه التحديات، ونواصل مسيرة البناء على أساس دستور 1962، وفي ظل قيادة صاحب السمو الأمير حفظه الله ورعاه.
إن المكتسبات الديموقراطية والسياسية، التي تعتبر علامة بارزة للكويت، جديرة بالمحافظة عليها بكل ما أوتينا من سبل سلمية فكرية وسياسية ومجتمعية، من أجل تطويرها وترسيخها في ظل إدراك كامل لاحتياجات الحاضر ومتطلبات المستقبل.
إننا أصحاب تاريخ عريق وإنجازات على المستوى المجتمعي والحضري والسياسي، واستطعنا أن ننقل بلادنا نقلة نوعية مذهلة نعيش في ظلها الآن. وحري بنا أن نتقاسم اعتزازنا بما تحقق مع الأجيال القادمة.
تعليقات