عن الرقم الصعب في الانتخابات الإيرانية!.. تكتب فوزية أبل
زاوية الكتابكتب مايو 23, 2013, 12:22 ص 1097 مشاهدات 0
القبس
الفساد.. الرقم الصعب في الانتخابات الإيرانية!
فوزية أبل
انتخابات الرئاسة في إيران تمثل مرحلة فاصلة، لأنها تجاوزت الأفراد وطالت المؤسسات الحساسة في الدولة، شاملة مرشحين من مختلف التيارات.. والخارج يراقب بدقة.
في الأيام المقبلة سيقوم مجلس صيانة الدستور بفحص أوراق المرشحين قبيل الإعلان عن الأسماء النهائية التي ستخوض انتخابات الرئاسة الإيرانية المزمع عقدها في 14 يونيو، حيث لا يستطيع الرئيس الحالي خوض الانتخابات بموجب الدستور بعد نهاية الولاية الثانية.
هذه الانتخابات بالذات تمثل مرحلة فاصلة في تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث يتبارى بشدة مرشحون محسوبون على الأجنحة الموالية للمؤسسة الحاكمة والمقربة من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، ويتنافس أيضا مرشحون بارزون يمثلون بعض الفصائل السياسية للمعارضة الداخلية لسلطة المرشد والحكومة الحالية.
والخلاف الشديد المعلن بين المرشد الأعلى ورئيس الجمهورية محمود أحمدي نجاد، وتهديد الأخير بفضح بعض المسؤولين المقربين من المرشد، وامتلاكه وثائق تثبت الفساد الإداري والمالي والسياسي لهؤلاء. واتهام معارضيه بأنهم عطلوا عمل حكومته، وأن التردي الاقتصادي الموجود سببه هيمنة شخصيات محددة على هذا الاقتصاد. وتداولت وسائل الإعلام خبر التحذير الذي وجه إلى الرئيس بأن يتراجع عن ادعاءاته ضد مسؤولي النظام. علما بأن الخلاف بين الاثنين تطور بعد تحدي نجاد أمرا صادرا من خامنئي بإعادة تعيين وزير الأمن والمخابرات في منصبه بعد استقالته بسبب خلافه مع الرئيس، وهو يعد ثاني وزير للأمن يقصيه نجاد من منصبه. وهذا التحدي يمثل حالة الصراع بين الرئيس والمرشد على السيطرة على هذا الجهاز الحساس الذي يريد المرشد تحويله إلى هيئة تتبعه مباشرة بعيدا عن نفوذ نجاد. إضافة إلى اتهامات توجه الى الرئيس من أنه يسعى الى تقويض نفوذ رجال الدين. وأيضا خلافه مع رئيس البرلمان الذي هو شقيق كبير القضاة في إيران.
من الواضح أن اتهامات الفساد المتبادلة واستغلال النفوذ هي أبرز عناوين الانتخابات الرئاسية في طهران. في ظل حديث يدور عن مقاطعة بعض فصائل المعارضة والتيار الإصلاحي عن المشاركة في الانتخابات.
أما بالنسبة للمعارضة بالمعنى الحقيقي للكلمة، فإنهم مستبعدون بشكل أو بآخر من الترشح للانتخابات، والاستثناء الوحيد هو الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، الذي يخوض المعركة بقوة، ولكن ليس واضحا ما إذا كانت حملته الانتخابية سوف تتعرّض لمضايقات، أم أنه شخصيا سوف يمنع من الترشح بقرار من مجلس صيانة الدستور، الذي يمنع أي شخص تثبت معارضته للنظام. فرفسنجاني، الذي يميل إليه تجار البازار والطبقة الوسطى، غير مرحَّب به من المحافظين والأجنحة الخاضعة لوصاية المرشد، بسبب قربه من الإصلاحيين وفصائل المعارضة الداخلية، وكان ضمن المحتجين على نتائج انتخابات الرئاسة في 2009، وتصريحه المثير بأن إيران لا تريد محاربة إسرائيل.
في وقت يرى بعض المراقبين أن خليفة الخميني المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، لم تعد خطاباته ذات تأثير حاسم كما كانت في السابق عندما كانت تردع كل خارج عن النظام وطاعة الولي الفقيه. فالخلافات لم تعد على مستوى الأفراد، لكنها طالت جميع مؤسسات الدولة، والصراعات والتجاذبات السياسية أصبحت بالعلن. فلم يعد لحديثه تأثير في زمن شبكات التواصل، وفي ظل تواجد أقطاب سياسية ودينية أخرى ساهمت في استقطاب قطاعات عريضة من الشباب وغيرهم.
ترقب دولي للمعركة الرئاسية المقبلة وللمسار المستقبلي لإيران، وسط استحقاقات داخلية والملف الاقتصادي، والوضع الإقليمي المتواتر وعملية تسوية الملف النووي.
تعليقات