فرق بين التشيع كمذهب وكأيديولوجية لإيران
زاوية الكتابحيدر: إيران تستغل المذهب لمد نفوذها وتغلغلها وبسط هيمنتها
كتب إبريل 7, 2013, 12:43 ص 4585 مشاهدات 0
الوطن
طرف الخيط / الخوف.. من انتشار المذهب الشيعي
خليل علي حيدر
حق المذهب الشيعي في الانتشار داخل العالم العربي والإسلامي، مثل بقية المذاهب، شيء، ومحاولات إيران مد نفوذها او تغليب مصالحها او تصدير ثورتها او استغلال هذا المذهب.. شيء آخر.
المذهب الشيعي، في اساسه وتاريخه واجتهاداته، فقه عربي عمره اليوم اكثر من 14 قرناً، تطور خلالها المذهب من مجرد افكار سياسية بسيطة في الامامة والخلافة، الى ما تطرحه القيادة الايرانية اليوم من ايديولوجيا شمولية تتغلغل في سائر مناحي الحياة، وتسلطٍ مذهبي يصادر حق كافة المذاهب المنافسة والتيارات السياسية المعارضة بحجة وجود «الولي الفقيه»، او الحاكم شبه المعصوم.. على رأس الدولة.
كان التشيع عبر تاريخه وعاء مذهبياً فقهياً يستوعب الكثير من الاجتهادات والعديد من رجال الفقه المراجع. وانفتح مجال الأوساط الدينية والفكرية في ايران والعراق ولبنان وغيرها، خلال القرن العشرين، للكثير من الافكار العصرية.
ولكن التشيع فقد حريته الفقهية والسياسية داخل إيران وخارجها تحت الضغط الهائل الممتد منذ عام 1979 ثلاثين سنة، للثورة الايرانية وتعقيدات الصراع بين أجنحة الحكم في إيران.
لماذا رحب أهل السنة عام 1979 بالثورة الايرانية ولماذا تحولت هذه الثورة وهذه الدولة إلى وحش مخيف في الشرق الاوسط وكل دول العالم؟ ولماذا جرى ربط افكار المذهب الشيعي واجتهاداته وحريته في الوصول إلى الناس بالعقل والطرق السلمية والاقناع، ككل مذهب إسلامي آخر، بتحالفات إيران ومبادئ ثورتها وقوائم اعداء إيران واصدقائها؟ ولماذا هيمنت هذه السياسة الايرانية على احزاب التشيع في العراق ولبنان والبلدان الخليجية وربما كل مكان؟ كان شيعة لبنان منقسمين الى تيارين او اكثر. ثم قام «حزب الله» المرتبط بايران ومبدأ ولاية الفقيه، بسحق «حركة أمل» بلا رحمة، وشراء كل من يمكن شراؤه وارهاب كل من لا يمكن. هكذا لا صوت يعلو هناك فوق صوت الولي الفقيه ودولته.
وكانت مدينة النجف في العراق مزدهرة برجالها وصحفها ومطابعها ومكتباتها، ولكن سياسة القمع الفقهية وهيمنة المال والنفوذ سرعان ما جعلا تلك الحريات في خبر كان.
وكان شيعة الكويت منقسمين بين متعاطف مع افكار الثورة وولاية الفقيه، وآخرين، كالجماعة الشيرازية، معارضين ومنتقدين لها. ولكن أين هؤلاء المعارضون اليوم؟
لا يحق لأحد، كائناً من كان، ان يقف في وجه انتشار اي مذهب اسلامي في اي دولة، والاعلان العالمي لحقوق الانسان يقر حتى حرية العقيدة الدينية واختيارها. ولكن لماذا اصبح انتشار التشيع يثير كل هذه المخاوف السياسية، ويرتبط دائما بتوسيع النفوذ الايراني؟ ولماذا لا تظهر في الاوساط الشيعية شخصيات وتيارات تفصل بين المذهب وتحركات ايران؟
ولماذا لا يتداعى ممثلو الشيعة العرب في العراق والدول الخليجية ولبنان مثلاً، الى ندوة لمناقشة هذه القضية الخطيرة؟ ولماذا لا نقرأ اصواتاً شيعية كثيرة من رجال الدين او الكتاب والمثقفين تدعو الى وضع حد لهذا الاستغلال المذهبي؟
المخاوف المثارة اعلاميا ضد نشر التشيع ينبغي ان تثير قلقنا جميعاً. فهناك منذ سنين حملة ضخمة لطباعة الكتب واعداد اشرطة الفيديو والكاسيت واستغلال كل المجالات الالكترونية لتخويف العالم العربي من الشيعة واهدافهم. والاخطر من ذلك ان حملة من الكراهية والتهديد والارهاب تنتشر في مصر وشمال افريقيا ودول الشام والمناطق الخليجية وكذلك في باكستان وآسيا الوسطى.. وكل مكان. ثم ان الكثير من جوانب الصراع الايراني – العربي، والايراني – الخليجي، والايراني – الدولي.. يتم على حساب مستقبل الشيعة ومصالحهم.
كل ما تبذله هذه الدول والدعايات من جهد ضد اتباع المذهب الشيعي لا يكاد يساوي شيئاً في اعتقادي، إزاء ما ينزله الشيعة بأنفسهم عبر تصريحات وبرامج وفتاوى المتشددين، وتهجمهم على الرموز الدينية لاهل السنة، واحيانا التكفير الذي يجعل الجنان التي «عرضها السماوات والارض».. مكاناً للشيعة وحدهم!
تعليقات