قضية الاختلاط فُرِضت على الوسط الجامعي الكويتي.. بنظر خالد طعمة
زاوية الكتابكتب مارس 29, 2013, 12:51 ص 1088 مشاهدات 0
الراي
الكلام المقتضب / جني النقاط من ملف الاختلاط أم وقف الخرير من معالي الوزير؟
خالد طعمة
على الرغم من أن ملف قضية الاختلاط قد تم طيه في تسعينات القرن الماضي إلا أننا اكتشفنا أن الملف لا يزال قابلاً للتداول بين أيدي البعض.
قضية مثل الاختلاط فُرِضت على الوسط الجامعي الكويتي ولم تكن وليدة أسرته أبداً، جامعة الكويت فتحت أبوابها من غير اختلاط فهي ليست شيئا أصيلا في التعليم العالي بل موضوع أُثير عبر ندوات إعلامية قديمة وبعد ذلك تطور الأمر كي يصل إلى ندوة داخل الجامعة والتي كانت بعنوان (جامعة بلا اختلاط إلى متى؟) وحدثت الحادثة الشهيرة وأُطلِق عليها حادثة (الاختلاط) والتي لا تختلف كثيراً عن الأحداث التي تشهدها ساحتنا المحلية اليوم من الفجور بالخصومة والمتواجد بكل (عظمة) بالإثم بين المشارب الفكرية وبلا استثناء ومن غير هوادة فهل نسينا عنوان (القردة تغزو الجامعة)، هكذا كانت تتبادل الإساءات ويشحن هذا وذاك حتى الآن، والمحصلة تأخر على جميع الأصعدة والمستويات وحتى المنحنيات الجديدة التي أنجزت بسواعد وزارة الأشغال بالقرب من الجامعة، ما أعرفه وأثق بأنه من قبيل الصواب هو أن قضايا مثل هذه حُسمت بعد أن صنعت وفرضت وبعد ذلك منعت بقوة القانون وبالتالي يجب علينا محاسبة المسؤول عن عدم التطبيق لا أن ننادي بالتعليق أو الإلغاء.
لم أستبعد أن تثار قضايا (مهترئة) و(بالية) ولكنني كنت أتمنى بأن تكون لوزارة التربية رؤية خاصة وإنجاز تَشخَصُ من خلاله الأبصار خصوصاً بعد تداول خبر عرض خارطة الطريق لتطوير التعليم والذي لم يبن على أسس صحيحة مادام معتمداً على المناهج الحالية، والتي أصبحت اليوم أدوات محترفة لإحباط الطلبة والأساتذة معاً، على سبيل المثال لا الحصر منهج اللغة العربية للصف الأول الابتدائي هل روعيت فيه مسألة تخرج الطالب من الروضة وانتقاله إلى الابتدائية وهو لا يعرف الحروف أو الأرقام العربية حتى ينصدم بأن عليه في اليوم الثاني من الدوام تعلم الكلمات وتهجئتها وهو لم يتعلم أبداً الحروف الأبجدية، بل بعد الشهر الأول يتم امتحانه في الإملاء بجمل طويلة وبكلمات خارج المنهج، كيف لمنهج الصف الأول الابتدائي أن يسأل الطالب في جمع الكلمات ومفرداتها؟، كيف يتعلم الطالب عملية الكسور في الرياضيات وفي أول مرحلة؟، كيف يتعلم الأرقام الانجليزية إلى العشرة وهو لم يتعلم الأرقام العربية إلى الخمسة؟، كيف تطور مناهج مبنية على الأخطاء؟
للعلم والإحاطة سبق وأن تم إحكام إغلاق ملف الاختلاط وقبل أكثر من خمسة عشر عاماً ولا فائدة وراء جني النقاط منه فالأهم هو إيقاف الخرير من قبل الوزير حتى لا يترك سفينة الأجيال القادمة تواجه الغرق بأمواج الجهل وكراهية العلم.
كنت أتمنى من الوزير أن يتخذ خطوات جادة أقلها وأسرعها وقتاً هي إعادة المناهج القديمة لا أن يسمح بأن تثار قضية الاختلاط وأحداث أخرى فردية حتى أيقنت ويئست بأن التعليم قد سُيِّس وبكل حسرة وأسف. والله سبحانه المستعان.
تعليقات