نعيش مرحلة خطيرة من التاريخ.. هذا ما تراه فاطمة البكر
زاوية الكتابكتب مارس 29, 2013, 12:54 ص 449 مشاهدات 0
القبس
وهج الأفكار / مرً غريباً.. ومضى باهتاً!
فاطمة عثمان البكر
«عيد السعادة» مرّ كالسراب، لم يشعر به أحد، علماً بأن جميع الناس يسعون الى السعادة ولكل منهم طريقته ومفهومه لها.
تحت ظلال الأحداث العاصفة التي يمر بها العالم بأسره، وأينما تلفت شمالاً أو جنوباً، شرقاً أو غرباً، حيثما تشرق الشمس وعندما تغرب ليلاً أو نهاراً تحت ظلال تلك الأحداث المتتالية كمسلسل يشبه المسلسلات المكسيكية قديماً، وتفتقد روعة الترويج عن المناطق السياحية في المسلسلات التركية، جاء الإعلان من الأمم المتحدة للاحتفال باليوم العالمي «للسعادة»! للسعادة؟! كلمة أصبحت غريبة وتبدو وكأنها دخيلة وسط خضم تلك الأحداث الدامية التي يمر بها العالم. وعلى الرغم من اننا ــ ولله الحمد ــ نتمتع إلى حد ما بأجواء طبيعية وظروف هادئة، وان كان يساورنا الشك في انه الهدوء الذي يسبق العاصفة، ولكن ـــ ولله الحمد ـــ الأمور تبدو عادية، ولكن الأجواء التي يعيشها العالم، ونحن جزء لا يتجزأ من هذا العالم نتأثر بتلك الأحداث ومن مشاكل وإشكالات، وان بدت بالنسبة الى الأحداث الجسام قليلة، ولكن المسألة نسبة وتناسب، فالمشكلة التي تثار على الساحة المحلية من شأنها أن تؤرّق الجميع وتُرخي بظلالها على الأجواء العامة.
مرَّ الاحتفال باليوم العالمي للسعادة ولم يشعر به أحد، بل من المضحك المبكي ألا نسمع إلا صدى تمتمات تتردد، متسائلة: «وينك يا درب السعادة»؟ مع الاعتذار للفنان الكبير محمد عبده، فهذا مطلع من أغنيته الشهيرة. مرَّ شهران ليسا كباقي الاشهر، حفلا بشتى المناسبات السعيدة التي أشاعت البهجة في النفوس ـــ إلى حد ما ـــ الاحتفال بالأعياد الوطنية المجيدة، تلاه الاحتفال باليوم العالمي للمرأة.. والاحتفال بعيد الأم، كلها احتفالات تغشى المشاعر والنفوس بأحاسيس البهجة، التي كانت بمنزلة النهر الجاري، الذي اخترق الجبال والوديان، ليصل إلينا سلساً عذباً، مع اطلالة ربيع افتقدناه، بعد بيات شتوي كئيب، أشاع الفرحة والبهجة ودق أبوابنا، فشرعنا له الأبواب بالدعاء والرجاء، ليبعث فينا الأمل والإيمان بأن الحزن لا يدوم، والفرح لا يدوم، ما دام الإنسان نفسه لا يدوم.
نحن اليوم نعيش مرحلة من التاريخ خطيرة، فيها التحولات الكبرى والموازنات الأكبر، وعلينا التسلح بالصبر والإرادة وقبلها الإيمان. والسعادة المنشودة ليست حُلماً قصي الأبعاد، ولكنها تنبع من الذات والحكم والتحليل، ليست لها «مواصفات»، بل هي نسبية تنبع من الذات، وهي لا ترضخ للتغيرات!
تعليقات