إيران ليست خطاً أحمر.. مساعد الظفيري مؤكداً
زاوية الكتابكتب مارس 27, 2013, 12:31 ص 723 مشاهدات 0
الكويتية
إيران.. ليست خطاً أحمر!
مساعد الظفيري
فزاعة يطلقها البعض من أبناء الوطن، كلما تعرض أحد بالنقد للسياسة الإيرانية وتدخلها في دول الخليج، ويعتبرون ذلك النقد تعرضا مباشرا وغمزا ولمزا بالمذهب الشيعي، وهم بذلك المسلك المرفوض يمارسون نوعا من الإرهاب الفكري، ويحاولون تحصين سياسة نظام بشري يخطئ ويصيب، بل ويهدد أحيانا أمننا الداخلي الذي يجب أن نقف جميعا دفاعا عنه، ولكنه النفس الطائفي للبعض الذي يطغى عليه، رغم محاولة إخفائه وإلصاقه بالآخرين.
البعض يسعى لخلق هذا الالتباس بين نقد الدولة الإيرانية وبين التعرض للمذهب الشيعي، فهذا الخلط المتعمد يشكل حصانة، ويحقق تكسبا سياسيا وانتخابيا، ويستر عورات بعض السياسيين والإعلاميين.
لماذا يتغافل بعض شركاء الوطن عما تمثله وتمارسه إيران من تدخل سافر وعبث بأمن دول الخليج والمنطقة؟.. وهو كثير.. ومنه احتلالها ثلاث جزر في الإمارات، وزعزعة الأوضاع وبث العنف والفوضى في وطن آمن ومستقر كالبحرين، وزرع خلايا تجسس نائمة ومتيقظة في كل من السعودية والكويت، بعضها تم ضبطه وقضاياه منظورة أمام القضاء، والبعض الآخر نائم، فضلا عن المساهمة في قتل الشعب السوري الشقيق.
إن خطورة مثل هذا الترصد الطائفي، والخلط بين المذهب والسياسة، وإضفاء الحصانة والقداسة على النظام الإيراني عند نقد سياسته المهددة لأمن الخليج والمنطقة، والتغافل عن خطورة بعض سياساته، يشكل نوعا من الانفصام وسلوكا يحتاج إلى تفسير منطقي، فإيران ليست معصومة من الخطأ أو الخطيئة، كما غيرها من الدول والأنظمة.
فلا عصمة لنظام سياسي بشري يصيب ويخطئ، سواء كان نظاما سنيا أم شيعيا، وعلى هذا، فإيران ليست خطا أحمر، كما يحاول الطائفيون، ومن حقنا أن ننتقد نظامها السياسي ونحذر من خطورة خططها التوسعية، ونعترض على تدخلها السافر في دول الخليج، ونرفض ممارستها كدولة جارة لنا عندما تتجاوز حدودها، ونطالبها بأن تلتزم الاتفاقات والمواثيق الدولية، وتحترم شؤون جيرانها الداخلية.
وثمة أمر في ثنايا هذا المسلك المرفوض من أصحاب النفس الطائفي والمتربصين بكل من يهاجم إيران عند كل شاردة وواردة، وهو أننا لا نسمع همسا ولا حسا لأصوات «الجامية» تجاه خلايا التجسس الإيرانية التي ضبطت في الشقيقة الكبرى السعودية، ومن قبل بالكويت، والتي تعبث بأمن الخليج فسادا، ولم نسمع صراخهم ولا تغريداتهم التي طالما صدعوا بها الرؤوس، وكأنهم لم يسمعوا بهذه الشبكات، فلاذوا بصمت القبور، وأعجبهم أن يدفنوا رؤوسهم في الرمال كالنعام، كلما تعلق الأمر بإيران.
نقول ونكرر للصارخين من أجل إيران، والصامتين خوفا منها، إنها ليست خطا أحمر.. ولغيره، وعلى هؤلاء وأولئك أن يكونوا صادقين مع شعاراتها، وقبلها مع أنفسهم، وأن يكفوا عن الغمز واللمز، وعن بث الفتنة بين أبناء الوطن الواحد، فنحن نركب سفينة واحدة إن نجت، نجت بنا جميعا، وإن غرقت - لا قدر الله - فسنكون في الحال سواء بسواء.
تعليقات