هل خططت السلطة مع مستشاريها من غير الكويتيين لتعذيبنا؟.. الشيباني متسائلاً
زاوية الكتابكتب مارس 23, 2013, 12:36 ص 707 مشاهدات 0
القبس
فينا غصة!!
د. محمد بن إبراهيم الشيباني
ليس السعيد من يأكل ويشرب ويزور هذا وذاك، أو يضحك في الديوانية الفلانية وتلك، أو يسافر مع أهله وأولاده أو مع محبيه أو مع نفسه أو.. أو.. فهذه كلها أمور ظاهرة للآخرين، ولكن هناك في حقيقة الامر الكثير، أو قل الغالبية العظمى من الكويتيين من يجالسك ويضحك معك ويشاركك الاكل والشراب، أو يرافقك في السفر، ولكن تجده حزينا كئيبا، ليس طبيعيا وليس قصده من ذلك رد قضاء الله وقدره، كلا، وإنما هو هكذا لكونه يشعر أنه ليس في بلده، وأن بلده لم يكن كما كان محكوما، حيث أصبح بلد الفوضى، وتحكم الغريب في مناحي حياته كلها، اخلاقيات وثقافات السوء والتردي التي دخلت على مجتمعنا الهادئ وقبلها بعض علية القوم تقديم مصالحهم على مصالح الوطن والمواطن، فأثر ذلك في كل شيء في حياتنا في الشارع: العمل، المدرسة، البيع والشراء، التعامل اليومي المتنوع، انتشرت من خلالها الرشوة وفساد الذمم، افسدوا اكلنا وشرابنا وسمموه وأكّلونا المسرطن ولحوم الخنازير والخيول والحمير الوحشية والمنتهية الصلاحية، حتى وصل ذلك الى الدواء والعلاج سواء كان ذلك في مستشفى حكومي أو خاص، فالحكومي دخل عليه اطباء غرب هم في اول التخرج يتدربون عندنا مثل الطبيب المواطن يتدرب هذا وذاك في اجسادنا، حتى المستشفيات الخاصة التي كانت نظيفة وجيدة ومتفوقة، اليوم أصبحت باغلبيتها من القذارة والروائح الكريهة التي تستقبلك قبل الدخول فيها، وأصبحت مثل اعلاناتها في الجرائد اليومية والقنوات الفضائية، لسان حالها يقول: الزين عندنا والشين حوالينا، كأنهم في شبرة الخضار! وحتى هذه الشبرة أصبحت مرتعا للغشاشين يدخلون المنتج المحلي بالمنتج المستورد، ومعلوم ان المنتج المحلي اجود وانقى وافضل! فينا غصة معشر الكويتيين، لقد ضاقت علينا الوسيعة لولا ثقتنا واعتمادنا وتوكلنا على الله، لمزقنا ثيابنا التي نلبس، لقد عكروا علينا حياتنا في كل شيء ومكان، وأصبحنا غضوبين عصبيين!
هل خططت السلطة مع مستشاريها من غير الكويتيين لتعذيبنا اليوم حتى نهلك؟ ديارهم أصبحت اليوم بعد ثوراتها لا عمل فيها ولا تصلح للسكنى او العيش الآمن!
اعني في مقالتي هذه كل غريب فاسد، حاقد، حاسد، جلب كل تلك الموبقات معه لينشرها بيننا افسد الله سبحانه حياته كما افسد حياتنا وبيئتنا، واما الشريف منهم، النظيف، العفيف، فهو يتألم لما آلت اليه الكويت مثلنا ومتأثر مثلما تأثرنا.
لم تكن مقالاتنا في الماضي مثلها اليوم في الكلام عن الغريب المفسد، لان الامر زاد عن حده وطفح الكيل، ولا اظن المستقبل سيكون افضل من يومنا، لما نراه من سوء التدبير والادارة الفالتة في بلد فلتان! والله المستعان.
* * *
• أشد من النار.
«المحمي على النار أحر من النار»!
تعليقات