وباء الدروس الخصوصية وصل الى الجامعة.. سامي الخرافي متعجباً

زاوية الكتاب

كتب 625 مشاهدات 0


الأنباء

جرس  /  'خصوصي' للكبار!

سامي الخرافي

 

فاجأني صديق قديم التقيته صدفة في إحدى المناسبات الاجتماعية، حيث تحدث عن معاناة ابنه في إحدى الكليات التابعة لجامعة الكويت، وما يعانيه ماديا من ارتفاع تكلفة الدروس الخصوصية التي يأخذها ابنه في تلك الجامعة.

لم أصدق ما سمعته منه، وكان ذلك صدمة بالنسبة لي.. فوباء الدروس الخصوصية وصل أيضا الى الجامعة وإلى طلبتنا الكبار يا رباه.. فتحدثنا طويلا واستاذنته أن أكتب ذلك في مقالة تتحدث عن معاناة الكثير من أولياء الامور في بعض الكليات وانقلها لاصحاب الحل.. علها تجد حلا.. وحسبي انهم كثر في بلدي.. فسأضعها بين عيونكم.. لتدهش بها عقولكم.. فلماذا يلجأ الطالب الجامعي للدروس الخصوصية؟

في السابق كان الكثير من المحاضرين «الدكاترة» مستواهم العلمي والثقافي والاكاديمي والتربوي عاليا جدا.. وكانوا يحرصون اشد الحرص على توصيل المعلومة إلى طلبتهم بشكل علمي صحيح.. بل كان الطالب يعاني كثيرا للمرور من أي مادة لأنه يضطر لرفع مستوى ادائه من اجل فهم المعلومة.. من خلال مصادر كثيرة ومتنوعة تعتبر بدائية مقارنة مع الوقت الحالي، وكان الدكتور يعتبر مدرسة بحد ذاتها بسبب التنوع في طريقة تدريسه، وغزارة علمه، وكان يعتبر خير معين للطالب من خلال تواصله الدائم معه، بل ويعتبر ابا أو أخا كبيرا يمد يد العون لمن ارادها بكل حب وصدق.

أما في وقتنا الحاضر فهناك من الدكاتره من يعتبر نفسه فوق الجميع، وتجده ينظر إلى الآخرين نظرة الفوقيه «انا الوحيد اللي فاهم» والبقية لا شيء، وأصبح كثير من الطلبة يشعرون بأن هذا الدكتور او ذاك، للاسف، كأنه عدو لهم.. وكثير من الطلبة من يصدم من عدم حضور الدكتور الى محاضراته لفترات طويلة.. أو يرسل رسالة عبر التويير أو.. إلخ انه يعتذر عن عدم الحضور، اضف الى ذلك ضعف المستوى الاكاديمي لبعض الدكاترة الاجانب في تلك الكليات.

صديقي والد الطالب الجامعي تنهد «»تنهيدة قهر» وقال: بالله عليك بعد كل ما ذكرته لك هل تتفاجأ بالدروس الخصوصية في تلك الكليات؟ طلبتنا المبتعثون الى اوروبا أو أميركا هل يحتاجون الى مدرس خصوصي هناك؟ بالطبع لا، لأن الدكاترة هناك يختلفون عن بعض الموجودين هنا، ولكي اكون اكثر إنصافا في كلامي، فإن هناك «كافيه» في مجمع في جمعية تعاونية مشهورة، تجد مجموعة من الطلبة وحولهم «معيد» يقوم بتدريسهم لمدة ساعتين بواقع 120 دينارا اضرب هذا الرقم بعدد أيام الشهر، وتخيل المبلغ الذي يحصل عليه هذا «المعيد».

وأنا لا أبخس حق الكثير من الدكاترة الافاضل اصحاب الكفاءة العلمية العالية في مختلف الكليات.. وحرصهم على متابعة شؤون طلبتهم واستخدام الوسائل العلمية على اعلى المستويات.

لكن من أوصلنا الى هذا المستوى؟ ولماذا لا تكون هناك دقة وموضوعية في اختيار أعضاء هيئة التدريس في الجامعة؟ وعلينا أن نسارع في معالجة هذا الأمر، لأن الجامعة إذا فسدت فعلى أجيال وطننا السلام، وهو ما لا نريده لأبناء هذا الوطن وأجياله الذين هم الأمل والمستقبل الذين ننتظره بصبر طويل.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك