عن انتكاسات المرأة الإيرانية!!.. يكتب خليل حيدر

زاوية الكتاب

كتب 1588 مشاهدات 0


الوطن

طرف الخيط  /  منع دراسة الكمبيوتر والأدب الانجليزي لطالبات إيران

خليل علي حيدر

 

إحدى أهم انتكاسات المرأة الإيرانية، في ظل الثورة الاسلامية، وقعت.. قبل ستة أشهر!
ففي سبتمبر 2012، دخلت الى حيز التطبيق في ايران القواعد الجديدة التي اصدرتها عشرات الجامعات في ايران، والخاصة بمنع النساء من دراسة نحو 77 مادة علمية.
هذا العام الدراسي 2014/2013، تم منع النساء من دراسة الفيزياء النووية وعلوم الكمبيوتر والادب الإنجليزي والاقتصاد والآثار والمحاسبة والاستشارات القانونية والهندسة. ولم يُذكر، وسط الاندهاش الاعلامي، سبب رسمي لهذه الخطوة، ولماذا شمل المنع علوم الكمبيوتر والادب الانجليزي مثلا، الذي لا يحتم «الاختلاط» مع الرجال مثلا! وتعتقد الامريكية - الايرانية، مديرة برنامج الشرق الأوسط، «هالة اسفندياري» ان الحكومة الايرانية قد تصرفت بذكاء، «فهي بدلاً من اصدار اعلان عام يحظر التحاق المرأة بالتعليم العالي، تركت الامر للجامعات، كل على حدة، لتطبيق هذه السياسة الجديدة. وقد حظرت بعض الجامعات الاختلاط في بعض القاعات الدراسية، وطلبت من الاساتذة تدريس المادة ذاتها مرتين. كما تأمل الجامعات من خلال الفصل ما بين الطلبة الذكور والاناث، تقييد التواصل والتفاعل بين الجنسين». (القبس 2012/9/23).
يقول بعض الايرانيين ان دور المرأة في الاحتجاجات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية منذ ثلاث سنوات، استفز الزعماء المحافظين في البلاد، ما ادى الى اتخاذهم تدابير ضد طالبات الجامعات. وتقول جماعات حقوقية ان هذا الاجراء جزء مما يصفونه بسياسة متعمدة من جانب السلطات لحرمان المرأة من التعليم.
ويشير البعض الى ان مسؤولين ايرانيين ابدوا مخاوف في الاشهر الاخيرة من انخفاض معدلات الزواج، ويعتقد ان ذلك ناجم جزئيا عن ارتفاع المستوى التعليمي للنساء في العقدين الأخيرين.

وتعد ايران واحدة من اوائل الدول الشرق - اوسطية التي سمحت للطالبات بالدراسة في الجامعة داخل ايران وخارجها. وقد سافرت اول بعثة نسائية حكومية للدراسة في الجامعات الاوروبية عام 1930، 1309 هجري شمسي. وكانت الفتاة الايرانية «بدر الملوك بامداد»، اول طالبة تدخل جامعة طهران، حيث التحقت بعد تخرجها بجامعة كولومبيا في نيويورك. (أولين هادر ايران - بالفارسية، خليل محمد زادة، طهران، ص222).
قامت المرأة بدور بارز ومؤثر في الثورة الايرانية. وتمثل النساء اليوم أغلبية طلبة الجامعة، وتقول الاحصائيات ان %60 ممن اجتازوا اختبار الالتحاق بالجامعة من النساء. وقد لاقى هذا القرار معارضة شديدة وفورية من الطلاب والاساتذة واولياء الامور وبعض النواب، باعتباره انتهاكا للحقوق الاساسية للمرأة.
وقالت الناشطة الحقوقية الايرانية «شيرين عبادي»، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، ان الحكومة الايرانية «تستخدم مبادرات مختلفة لتقييد وصول المرأة للتعليم، ومنعها من ان تكون نشطة في المجتمع واعادتها الى المنزل». كما ادان مجلس اتحادات الاساتذة الايرانيين قرار الحظر. واكد المجلس انه سيكافح من اجل اقامة مجتمع المساواة في ايران».
يعطي المذهب الشيعي الانطباع لاول وهلة بانه اكثر تسامحا مع طموحات المرأة بسبب المكانة المحورية للمرأة في تاريخ المذهب وفقهه. غير ان ضرورات التشيع السياسي وادلجة المذهب في ايران، وتزايد طموحات المرأة الايرانية ودخولها في كل مجال، اوجدا وضعا جديدا فيما يبدو. ففي السنوات الاولى من عمر الثورة، تقول د. اسفندياري، «راودت النظام فكرة الفصل بين الجنسين في قاعات الدراسة، وحظرت على النساء الالتحاق ببعض المجالات العلمية، من بينها علوم الزراعة والبيطرة، بيد ان الفصل اثبت انه غير عملي، ولم يطبق البتة، وتمكنت المرأة تدريجيا من الالتحاق بكل المجالات. غير ان قرار جامعة طهران كان غير متوقع، فهي تعد اقدم مؤسسة للتعليم العالي في البلاد، وكانت رائدة في مجال التعليم المختلط عند افتتاحها في عام 1936. وجامعة طهران تقبل الان الطلاب الذكور وحدهم في عدد من مجالات العلوم الهندسية، وكذلك في مجال التعدين والغابات بل وحتى الرياضيات».
وتضيف د. اسفندياري ان حكومة الرئيس أحمدي نجاد «شوفينية» تجاه المرأة، تميز ضدها على أساس الجنس وتخاف من طموحاتها.
«ففي ايران على سبيل المثال، نجد ان السن القانونية لزواج الفتاة 13 عاما، بيد ان معدل سن زواج الفتيات يبلغ حاليا 23 عاما. والمرأة في سن الثالثة والعشرين تكون قد حصلت على مستوى عال من التعليم، وتكون اقل استعدادا لقبول الزواج من رجل من مستوى تعليم ادنى. والشهادة الجامعية تفتح الباب امامهن للحصول على وظائف في وضع اقتصادي تقل فيه الوظائف الجيدة. فنسبة البطالة في اوساط من هم دون الثلاثين بلغت حاليا اعلى من %20، وفي اوساط النساء أعلى من %28».
الاسلاميون العرب قالوا دوما في كتبهم ان عمل المرأة سبب انتشار البطالة بين الرجال!

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك