المجتمع الكويتي يعيش في قلق.. هذا ما يراه وليد الغانم

القبس

يشجعون حوار البحرين ويعارضونه في الكويت

وليد عبد الله الغانم

عقد في الأيام الماضية حوار وطني بحريني موسع شاركت فيه كل الشرائح الاجتماعية والسياسية مع الحكومة وجها لوجه، في مبادرة نتمنى للقائمين عليها التوفيق في ارساء الاستقرار التام في المملكة الشقيقة...

نعاني في الكويت منذ سنوات مضت من صراعات سياسية وتفتيت لأواصر المجتمع علانية، واما الوحدة الوطنية فهي وكارثة الاغذية الفاسدة سواء، لا يعاقب من يمزقها، ويبدو ان أطرافا خفية تستفيد من استمرار هذا التصادم المحلي والمضي قدما في طريق مسدود..

لا يعقل ان تدار المجتمعات بهذا الصراع اللامتناهي، لا بد ان تكون هناك قواسم مشتركة معلنة واجب الاتفاق عليها بين الاطراف كافة، ولا بد ان تكون هناك مرجعية نستند اليها في حل خلافاتنا، ولا بد من حسم لهذا الاضطراب الذي عمق ازمات البلد فوق ما هي فيه من تقهقر فاضح في مستويات عديدة، حتى أصبح الكل والجميع يشكون ويعلنون خوفهم من قادم الايام، ومن الصدق والامانة ان نقول ان المجتمع يعيش في قلق، والكويتيون يعدون الأيام عدا وهم ينتظرون فرجا قريبا لمسار الوطن، لكن هناك فرقا بين من ينتظر قدوم نصيبه بالحظ والصدفة وبين من يسعى لتحديد مصيره بيده..

لقد سبق لجريدة القبس قبل سنتين تقريبا ان بادرت بالدعوة لحوار وطني موسع نضع فيه خلافاتنا على طاولة الحوار الصادق ونكشف أزماتنا العالقة للعلن ونتلمس مواطن الخلل التي لا تكاد تخفى على متبصر بشؤون الكويت. وللأسف لم تتم الاستجابة لتلك الدعوة في حينها لتستمر حالة الاحتقان وتتضخم الشقاقات في المجتمع وتستمر الامور في الانحدار إلى المجهول..

لقد رحبنا بحوار البحرين وفرحنا به ومن الغريب ان البعض ممن يشجع الخطوة البحرينية يرفضها ويهاجمها في الكويت، ولا أدري متى نستوعب ان الطريق الذي تسير فيه الديرة سياسيا واجتماعيا وقانونيا واخلاقيا وتنمويا هو طريق سكة سد لا تنصلح به الحال قريبا او بعيدا - إلا أن يشاء الله، ولكن الأمور معلقة بأسبابها وما نحن فيه لا يمكن بحال من الاحوال ان يكون سببا للنجاح او الاستقرار او تقدم الوطن.. ماذا تنتظرون لتقديم مصلحة الكويت ومستقبل ابنائها على ما سواهما؟ والله الموفق.

• • •

• إضاءة تاريخية: سنة 1872 الشيخ عبدالله بن صباح حاكم الكويت الخامس يرسل شقيقه محمد إلى البحرين للاصلاح بين شيخ البحرين محمد آل خليفة وشقيقه علي آل خليفة بعد نزاع وقع بينهما.