العقوبات الغربية على إيران لن توقف برنامجها النووي.. علي الفيروز مؤكداً

زاوية الكتاب

كتب 847 مشاهدات 0


الراي

إطلالة  /  الصراع الدولي على ملف إيران النووي!

علي محمد الفيروز

 

بين فينة واخرى تصعّد ايران لهجتها التحذيرية في مواجهة الدول الكبرى على خلفية برنامج عملها النووي «المثير للجدل»، فإيران ترفض الانصياغ للاخرين وترفض بشدة وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة حتى لا ترضخ للمطالب الخارجية، التي تستمر في الضغط على طهران وتلويحها باستخدام اقسى العقوبات الدولية، على الرغم من التحذيرات الدورية الا ان ايران ستنتج يورانيوم مخصباً بنسبة 20 في المئة من دون الالتفات الى ما ستصل به الظروف المحيطة، وذلك لتلبية احتياجاتها الذرية الذاتية طالما هي وفق الطرق السلمية.
فالمسؤولون الايرانيون يرون ان خطة التخصيب بالنسبة التي تحتاجها هي حق من الحقوق النووية من اجل استخدامها في مفاعل طهران ولن تسكت بل ستدافع عنه بقوة رغم عدم ارتياح الاتحاد الاروبي والمجتمع الدولي!
تعلق الولايات المتحدة آمالها على مفاوضات الاتحاد الاوروبي حول برنامج ايران النووي وخصوصاً في ما يتعلق ببرنامج عملها في التخصيب الذي تحوم حوله الشبهات حتى يمكن حسم النزاع الطويل، غير ان طهران تتعامل مع القضية وكأنها قضية حقوق وواجبات ولا مانع لديها ان تخوض جولات من اجل المفاوضات الهامشية!!
وبالتالي فإن العقوبات الغربية المفروضة على الجمهورية الاسلامية الايرانية هي مجرد تهديد صغير لا يؤثر على نشاطها النووي ولن يمنعها من مواصلة عملية التخصيب بالنسبة المقررة لديها وهذا ما اكده احد مسؤوليها، كما سبق للرئيس الايراني احمدي نجاد ان اكد بأن الغرب يحاول فرض العقوبات عن طريق البترول والعملة اي وقف عملية التحويلات المصرفية الخارجية والرقابة المحكمة عليها لعرقلة الجهود النووية والارادة الايرانية ولكن كل هذا مجرد مكابح بسيطة لا تمنع بلاده من المضي قدماً نحو مسيرة البرنامج النووي وفق الطرق السلمية.
ومع اشتداد العقوبات الدولية اتجهت ايران الى اقامة منشآت نفطية لتخزين النفط يقدر بتسعة ملايين برميل على مدى الاشهر القليلة المقبلة، تحسباً لاي عقوبات او متغيرات مستقبلية على صادراتها النفطية، وقد تصل طاقة تخزينها نحو 8.1 مليون برميل وهي طاقة نفطية لا يستهان بها في ظل المخاوف الدولية، لاسيما وان صادرات ايران قد ارتفعت الى 1.3 مليون برميل يومياً في اكتوبر الماضي من نحو مليون برميل يومياً في اغسطس وسبتمبر وبالتالي تجد ان المبيعات الايرانية النفطية قد تراجعت بكثير واقل من الطموح المطلوب بسبب تلك العقوبات الغليظة التي تفرض عليها من الاتحاد الاوروبي بمساندة الولايات المتحدة، ومع ازدياد حدة الاتهام الدولي باستغلال برنامج عملها النووي في صناعة اسلحة نووية خطيرة، تراجع سوق الخام الايراني في اسواق النفط العالمية بشكل لافت للنظر في الاونة الاخيرة.
كما تفيد تقديرات وكالة الطاقة الدولية ان النفط الخام الايراني في مستودعات التخزين العائم قد انخفض الى النصف ليبلغ ذلك الى 13 مليون برميل في نهاية اكتوبر العام المنصرم. لقد شهدت صادرات ايران من النفط الخام انخفاضاً مريباً يصل الى حوالي 1.4 مليون برميل يومياً منذ ان بدأ تطبيق الحظر على الواردات كجزء من تطبيق العقوبات الدولية، وبالتالي نحن امام صراع دولي على نشاط ايران النووي وعدم الاعتراف على سلمية الطرق المتبعة في عملية التخصيب، فالاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، قد نجحا في تضييق الخناق على الاقتصاد الايراني على الرغم من الدعمين الروسي والصيني ولكنهما لم ينجحا في التأثير على ملفها النووي «المثير للجدول» رغم الصراع الطويل بينهما.
لذا ألقت الولايات المتحدة اللوم على ايران في تعاملها السيئ من خلال المماطلة والتسويف مع الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن خصوصاً في ما يتعلق في مجال الديبلوماسية والتفاوض للمحادثات، اذ انها تمتنع عن الرد حول العروض المقدمة لازمة الملف النووي، وترفض بشدة التفاوض السري مع الولايات المتحدة «واشنطن» الا في حال تغيير سياستها الى الافضل، عندئذ ستكون هناك مرونة في محادثاتها العلنية بكل شفافية، وترحيب اكبر للحوار اذا توافرت للجانبين ظروف عادلة.
ويبقى السؤال هنا: بعد الصراع الايراني الطويل مع القوى الدولية من اجل ملفها النووي، هل ستتحسن علاقة الولايات المتحدة مع إيران بعد نجاح الرئيس باراك اوباما في فترة رئاسية ثانية؟!! لكل حادث حديث،،،

الراي

تعليقات

اكتب تعليقك