حراكنا في الكويت سلمي ليس فيه رائحة ثورة.. ذعار الرشيدي مؤكداً
زاوية الكتابكتب ديسمبر 12, 2012, 11:56 م 673 مشاهدات 0
الأنباء
الحرف 29 / الثورة 'البطيخية' المجيدة!
ذعار الرشيدي
التغيير المحدود وغير الجذري الذي طرأ على الحكومة الجديدة، يعطي مؤشرا باتجاه احتمالية حل المجلس الحالي قبل انتهاء دور انعقاده الأول، ودلالة هذا المؤشر هي أن السلطة لم تشأ الدفع بكل ما لديها لتجري تغييرا شاملا على المؤسسة التنفيذية لمعرفتها المسبقة بأن المجلس لن يستمر طويلا، وهو المجلس الذي جاء بتغيير جذري في ظل الظروف السياسية الحالية وتغيير قانون الانتخاب، وبدلا من أن يتم تشكيل حكومة جديدة كلية أو بنسبة تغيير توائم أو تساوي على الأقل حجم التغيير في المجلس، تم تشكيل الحكومة بتغيير محدود وشمل التغيير اللاعبين غير الرئيسيين، وهو ما يعني أن السلطة نفسها أو الحكومة ليست مقتنعة أصلا بالمجلس ولا بمخرجاته، وأن الأمر برمته مجرد تغيير وقتي سينتهي بحل مرتقب للمجلس.
***
الحراك السياسي الذي يمر به البلد جراء تغيير قانون الانتخاب أمر طبيعي جدا، والمعارضة والمسيرات والتظاهرات ليست سوى جزء من ردة فعل طبيعية تجاه تغيير قانون الانتخاب، وليس من حق أحد تخوين من يقود الحراك أو يشارك به، وكل من قام بتخوين المشاركين بالحراك هو أحد اثنين إما أنه يعاني من عنصرية بغيضة، أو أنه من «ربع خيل شقراء الحكومة قبل قبل قبل السابقة» والاثنان كما يقول أشقاؤنا اللبنانيون «أضرب من بعض».
***
الشارع ليس ملكا لأحد، ولا يمكن السيطرة عليه، والخروج منه في مسيرة قد يبدأ بنقطة محددة ولكنه عشوائي التحرك يمكن أن ينتهي إلى ما لا تتوقع وربما إلى ما لا تحمد عقباه، العاطفة تغلب على العقل في الشارع، لذا من خرج غاضبا أو معارضا في مسيرة أو تظاهرة فلا تطالبوه بأن يمسك أعصابه، هذا ليس مبررا للخروج على القانون، ولكن هذا واقع حال المسيرات حتى في أميركا أم وعمة وخالة وحماة وجدة العالم الحديث.
***
من حقنا أن نغضب، وأن نعبر عن رأينا، وليس من حق أحد تكييف التهم ضدنا ولا تطبيق القانون بانتقائية علينا لمجرد أننا خرجنا رافضين لتعديل قانون الانتخاب أو قمنا ودعونا لمسيرة تبدأ وتنتهي في وقت محدد، فهذا حق أصيل للتعبير عن الرأي، لا نتبع أميركا «التهمة المعلبة القديمة» ولا نتبع أكاديمية التغيير ومقرها في قطر «وهذه تهمة معلبة جديدة موديل 2011»، ولا نتبع أجندات خارجية ولا ما ورائية ولا غيرها، ولا علاقة لنا بثورة أوكرانيا وشعارها البرتقالي كما يروج سفهاء قراء التاريخ ومحبو ربط قصاصات من هنا وهناك ليقنعوك بمؤامرة سرية ماسونية إخوانية أميركية برازيلية تحاك ضد الكويت.
***
كما تستنسخ الشعوب الثورات وهو أمر طبيعي جدا، تستنسخ الشعوب أساليب التحركات الاحتجاجية السلمية، والاستنساخ طبيعي جدا، ليس في الأمر مؤامرة عالمية ولا «بطيخية»، هو مجرد استنساخ، محاكاة لأسلوب الاحتجاجات السلمية الطبيعية، المسيرات والتظاهرات واختيار توقيت واختيار المظاهرات وطريقة التوعية الشعبية ونشر فكرة الرفض لقرار سياسي ما، الصينيون نقلوا من اليابانيين احتجاجاتهم، واليابانيون نقلوا عن احتجاجات عمال النقابات الأميركية، وهكذا دواليك.
***
حراكنا في الكويت سلمي، واحتجاجي في الدرجة الأولى والثانية والأخيرة، وليس فيه رائحة ثورة لا من قريب ولا من بعيد، لذا أتمنى من مطبلي وزماري وقادة جوقة التحريض ضد الشباب أن يقرأوا كتاب المصطلحات السياسية ليعرفوا الفرق بين الثورة والحركة الاحتجاجية، واضح.
تعليقات