التشكيل الوزاري الجديد غارق في المحاصصة والترضيات.. بنظر سامي المانع

زاوية الكتاب

كتب 1056 مشاهدات 0


الكويتية

'حكومة حلمت بها'

د. سامي عبد العزيز المانع

 

تزامناً مع الإعلان عن التشكيل الوزاري الجديد القديم العتيد، أصرّ العقل الباطن أن تأتيني الحكومة في المنام، وأتت فكانت تزهو بأنها «تكنوقراط»، يا الله كم نسينا هذا المصطلح القدير المحترم، المهم صحت في الحلم: «أهلاً بالتكنوقراط»، ولم يكن ذلك وحسب، بل كانت تبشّر بنهجٍ جديد فعلاً لا قولاً مستهلكا، أرى هذا، سيماهم في وجوههم، فقد كانت متخمة برجال دولة يعرفون ما يفعلون، محترفين في رسم السياسات العامة، ويعلمون تمام العلم أنهم جاؤوا ليديروا ولا يداروا، ورئيس وزرائهم «ملووا هدومه»، وهو من يقودهم وليس أيادٍ من خارج أسوارها.
حكومة «بخورها» قانون، و»طيبها» عدالة ومساواة بين المواطنين، و»بشتها» الاقتصاص من الفاسدين والعابثين بمقدرات الوطن، و»زينتها» صون الحريات وترسيخها وتطويرها. حكومة لا تسجّل أهدافاً في مرماها في الدقائق الأولى والأخيرة من عمر المباراة، حكومة شفافة، ولكن لها طعم ولون ورائحة، لعلي أطلب المستحيل؟! ولكني أجزم أنها المعادلة الصعبة التي ستنقذ البلد من الموت السريري، حكومة تعرف ماذا سيحدث غداً وبعد غد، ولا تتعثر فتسير إلى المجهول، حكومة ذات عقلية شابة وإن طعّمت بالشيّاب، حكومة لا يُجلب وزراؤها من غرفة التخزين الباردة «إياها».
في الحلم «خير اللهم اجعلوا خير»، شاهدت جزءا من اجتماع مجلس الوزراء الذي حضره الشيخ سعود الناصر رحمه الله، ويوسف النصف وبدر الحميدي وأنس الرشيد وسعد بن طفلة وحسن جوهر وجاسم السعدون، وكان عنوان الاجتماع: «نحن نصنع الفارق»، وكان جدول الأعمال على ما أذكر: تقييم المرحلة الأخيرة من مشاريع التنمية البشرية، ورصد ميزانية إضافية للتعليم والبحث العلمي والخدمات الصحية، والاستماع لاستعدادات وزارة الشباب والرياضة بخصوص مشاركة المنتخب الوطني في كأس العالم في القاهرة، وأخيراً الاطلاع على خطة اللجنة الوطنية فيما يخص الاحتفال الوطني المزمع إقامته بمناسبة الانتهاء من حلحلة قضية البدون وإعطاء كل ذي حقٍ حقه.
ولأن «الحلو ما يكملش»، أفقت من نومي العميق وتبدد حلمي الأنيق، وبدأت يومي على كابوس التشكيل الوزاري الجديد الغارق في المحاصصة والترضيات والاستفزازات والخزعبلات، وددت لو أنني لم أصح فللأحلام لذة وللنوم سلطان، فتعساً للواقع وتباً للدوام.

الكويتية

تعليقات

اكتب تعليقك