شباب الكويت متميز ومتحمس.. هكذا تعتقد خديجة المحميد
زاوية الكتابكتب ديسمبر 11, 2012, 12:14 ص 898 مشاهدات 0
الأنباء
مبدئيات / شبابنا والتميز بالعطاء
د. خديجة المحميد
الشباب هم محط النظر ومعقد الآمال في طموحات الأمم الناهضة لتحقيق التقدم والارتقاء، ومرحلة الشباب العمرية هي المرحلة التي تتوهج فيها الطاقات للعطاء والإبداع، لذا تتركز همة قادة التغيير على هذه الفئة المتحفزة في التجديد وإحداث التحولات المجتمعية.
في السنوات الأخيرة تشكلت في مجتمعنا مجاميع شبابية متحمسة في إنجاز مشاريع اقتصادية صغيرة وأعمال خيرية تطوعية لزرع الأمل وقطف ثماره لدى الفئات التي تحتاجه، ومنها من نشط في مجال الابتكارات العلمية الهادفة والناجحة. كنت في ضيافة فريق «تميز» الشبابي التطوعي في مؤتمره الشبابي الثاني للتميز الذي أقامه هذا الأسبوع في مسرح جامعة الخليج، ورغم وجودي لوقت قصير بينهم استطعت أن أتلمس فيهم روح الحماسة الجادة للمبادرة وفق رسالتهم التي رسموها: «بناء قاعدة شبابية كويتية متميزة شخصيا وعالميا».
التميز يعني وجود خاصية في شخص ما يندر وجودها عند الآخرين. وهو صفة بهذا الجوهر في معناها يصح أن تطلق على وجود جماعي فاعل سواء كان اجتماعيا أو اقتصاديا أو سياسيا. أما من هو المتميز من الأفراد على أرض الواقع؟ فجواب هذا التساؤل هو أنت أيها الشاب، وأنت أيتها الشابة، أنتم الشباب المتطلعون للتفوق والإبداع، وتوضيح ذلك أن الله سبحانه كما لم يخلق من المليارات البشرية اثنين يتشابهان في بصمات الإبهام مثلا، فإن الاختلاف والتباين موجود في جميع الاستعدادات والمكونات الظاهرية والباطنية بين أي شخصين من البشر على امتداد الخليقة.
فإذن أيها الشباب ذكورا وإناثا أنتم جميعا متميزون، كل واحد منكم قد أودع الله فيه من كنوز عطائه من القابليات والقدرات الكامنة التي فعلا يختلف ويتميز بها عن غيره، وأول خطوة في طريق إبراز الإبداع المكنون فيه هي أن يؤمن بهذا العطاء الإلهي ويحبه، وهذا هو معنى الثقة بالنفس من منطلق الإيمان بالله سبحانه في مقابل الثقة المبنية على حدود قدرة الذات المحدودة. الثقة بالنفس النابعة من الإيمان بقدرة المعطي اللانهائية وكرمه غير المحدود تفتح لكم آفاق الحراك المتحفز بلا سقف والذي يقابله المدد الإلهي بلا حد. انطلاقا من هذه الثقة المرتبطة بمصدر الغنى والفيض المبدع جل وعلا استكشف ودائع الرحمن في ذاتك وأنت مطمئن، وحدد هدفك وآليات تحقيقه، وإذا عزمت فتوكل على الله الذي سيتولاك بالرعاية والعناية في مسارك، فإذا تعثرت في بعض الخطوات والمراحل فإن هذه العثرات في حقيقتها محطات علم واستكشاف لك لمزيد من القدرات عندك ولتحصيل معارف ميدانية لمحيطك ولتطوير آلياتك وأساليبك، فلا تقف في مسلك التميز أبدا إلا لمزيد التأمل والتفهم لتقوية خطواتك وتصويبها للأحكم.
وإنه من أقوى الأهداف التي تحفز الملكات والقدرات العطاء، عطاؤك لمن حولك، لأسرتك لمجتمعك لوطنك المعطاء، إن العطاء يخرج الإنسان من دائرة الأنانية إلى التكامل الإنساني الذي يشحذ تميزه ويجعله محطا للطف الإلهي وتسديداته بامتياز، «فالخلق عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله» كما بين الحديث النبوي الشريف. و(من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ـ النحل: 97)، حياة طيبة في الدنيا، وحياة طيبة في الآخرة، فتميز بعطائك لتتميز بالعناية الإلهية لك.
تعليقات