البيئة الكويتية تبحث عن مساعدة بعد أن أهملتها أيدي الحكومات.. بنظر البريكي
زاوية الكتابكتب نوفمبر 13, 2012, 11:46 م 1091 مشاهدات 0
الكويتية
وادي كلمة / للبيئة أصدقاء..!!
أحمد مبارك البريكي
قبل الافتتاح.. مايكروفون ومنصة تنتظران كلمة البدء..
صباح الاثنين الفائت كان صباحا علميا وبيئيا بامتياز بعد أن لبّيت دعوة مشكورة من مؤسسة (جيو) للاستشارات البيئية ممثلة بالأستاذ العزيز الدكتور محمد الصرعاوي، رئيس المؤتمر العلمي والاقتصادي لتقييم ودراسات المردود البيئي للمشاريع التنموية الذي أقيم على مدار ثلاثة أيام تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح، وتكمن أهمية هذا المؤتمر العلمي في نشر الوعي البيئي وحماية البيئة، وإلقاء الضوء على دور كل من القطاعين العام والخاص في البيئة والتنمية الشاملة والإعمار، وكذلك استعراض أهم مشاريع الدولة الحالية التي ستقبل عليها الكويت مستقبلا، ودراسة الأبعاد البيئية المصاحبة لها.
صاحَب المؤتمر معرض لأحدث التكنولوجيا البيئية التي توصّلت لها البحوث العلمية على المستوى العالمي، واشتمل على أكثر من 120 بحثا علميا ودراسة وبوسترات علمية، كان الملتقى بحق حقلا غناء مُلئ بالباحثين والعلماء والمهتمين بقضايا البيئة من شتى الدول.
شاركت كمتحدث بورقة علمية تهتم بمعالجة الملوثات في التربة عبر المعالجة البيولوجية والكيميائية، وأنا بطبعي توّاق إلى تلك التجمعات والتظاهرات العلمية التي تزيد العقل العاشق مزيدا من المعرفة، كانت النقاشات والمداولات الشيّقة بعد كل محاضرة منبعا لخوافي مجهولة، وكل عابِر سؤال يستفهم تقابله عيون عقلية تصطاد تلك الفرائس اللحظيّة.. ويستمر العلم.
في قاعة دانة وجدت ضالتي في محاضرة عن مفهوم التنمية البيئية المستدامة، كان المحاضر دكتوراً من مصر الشقيقة تشرّب شطرا كبيرا من العلوم والأبحاث والدراسات عن هذا الموضوع، وكانت القاعة التي تضج بالرؤوس اليانعة تشخص أبصارها إلى سيل منهمر من مفاهيم ومعلومات لا تتوقف، خلاصة حديثه كان كنزا، وخاصة أن بعض الحاضرين من طلبة جامعة الكويت الذين شاركوا بفعالية في هذه التظاهرة الجميلة منهم طلبة قسم علوم الأرض والبيئة.
بعد ثلاثة أيام حافلة بالعطاءات، عطاءات للبيئة الكويتية التي تبحث عن صديق أو مساعدة صديق، بعد أن أهملتها أيدي حكومات متعاقبة ولم تمنحها حقها من الاهتمام والحرص، حتى وصلنا إلى مرحلة موت النوارس على شطآن الجزر البيضاء، ونفوق الأسماك في خِضم مد الخليج الأحمر، وتمرّد الغازات القاتلة في سماء الوطن الزرقاء.
وفي ركن هادئ جلست إلى أستاذي الدكتور محمد الصرعاوي أحدّثه، وهو يتنفس هواء نقيا يعشقه، بعد أن أنجز شيئا للكويت.
تعليقات