'مخترقة'.. الجاسم متحدثاُ عن القوى السياسية الكويتية
زاوية الكتابكتب أغسطس 27, 2012, 10:11 م 1158 مشاهدات 0
الكويتية
الميزان / (........)!
محمد عبد القادر الجاسم
«.. إن حلم التفرد بالقرار مازال يراود السلطة السياسية حتى اليوم، ويبدو أن تلك السلطة تخلصت من العقبات النفسية التي أفرزها الموقف الرائع للشعب الكويتي الذي تمسك بقيادته الشرعية أثناء الاحتلال العراقي البغيض، تلك العقبات التي تداخلت مع متطلبات دولية ففرضت على الأسرة الحاكمة الالتزام بالدستور والتخلي عن الحلم القديم، لقد استوعب أمير الكويت السابق المغفور له الشيخ جابر الأحمد قيمة موقف الشعب الكويتي وقدره حق تقدير، فتعهد بالالتزام بالدستور وتخلى عن فكرة التفرد بالقرار، ومات ملتزما بعهده فبكته الكويت وحزنت لرحيله، بيد أن سماسرة العمل السياسي الذين استطالت شوكتهم وتراخت ذممهم وتلاشت قيمهم، أفرغوا الدستور من محتواه، فجعلوا لكل موقف ثمنا، وتمادوا في الفساد والإفساد حتى حق لنا أن نراهم عصابة رائدها الشر ودينها الدينار، شوهت الديمقراطية وتحايلت على إرادة الشعب، فاستوت الديمقراطية على عود الفساد، وعم النفاق، وسادت حرية الابتذال السياسي، فتسيد سقط القوم منصة الرأي، وبات الضمير سبة والإخلاص غباء والوطنية تجارة والكفاءة ضربا من السفه.
إن حلم الردة السياسية الذي يداعب أفكار السلطة السياسية بين حين وآخر لا يتجدد إلا حين تتلقى تلك السلطة إشارات من هنا وهناك توحي لها بوجود فرصة للانقضاض على الحكم الديمقراطي، فالسلطة تدرك أنها عاجزة عن تسويق أي مشروع سياسي مناهض للدستور، وتدرك أيضا أنها في حاجة إلى شريك شعبي يروج لها مشروعها، وهي تدرك أن مثل هذا الشريك الانتهازي موجود في صفوف القوى السياسية، فهذه القوى مخترقة، ليس أمنيا بل هو اختراق سياسي..».
أظن أنه في الكويت فقط، تبقى الكتابات القديمة صالحة للنشر في أي وقت، فالأوضاع لا تتغير، والأحوال لا تتبدل، إن ما سبق هو جزء من مقدمة أحد كتبي التي نشرتها قبل خمسة أعوام، وأرى أن تلك المقدمة لم تفقد صلاحيتها بعد، إن السبب في ظني هو أن منهج إدارة الدولة هو منهج شخصي بحت مرتبط بالأشخاص لا بالأحوال والأوضاع!
تعليقات