ليس مقبولاً ربط الشيعة في الخليج بإيران.. بنظر د. صلاح الفضلي
زاوية الكتابكتب مايو 24, 2012, 12:57 ص 4771 مشاهدات 0
الكويتية
شقشقة / الصفويون والخبز الإيراني
د. صلاح الفضلي
«يجب اتخاذ موقف حازم مع ناشر إعلان تعليم اللغة الفارسية في جمعية الرميثية», هذا كان نص تصريح النائب المحترم محمد حسن الكندري الذي يحذر فيه من مؤامرة خطيرة على الأمن الوطني تتمثل في دورة لتعليم اللغة الفارسية، ورغم أن الإعلان المذكور لا يشير من قريب أو بعيد أنه تابع لجمعية الرميثية، لكن بمحاولة الإيحاء التي يقصدها النائب المحترم، ربما يغمز من قناة أن نسبة كبيرة من سكان «الرميثية شيعة عيم».
على فرض أن جمعية الرميثية هي بالفعل من ستنظم الدورة المذكورة فما الجريمة في ذلك؟ أليست اللغة الفارسية إحدى اللغات العالمية؟ أليست اللغة الفارسية إحدى اللغات التي تدرس ضمن مقررات جامعة الكويت؟ أليست اللغة الفارسية هي لغة أجداد شريحة من الشعب الكويتي ومنهم السيد النائب الهمام؟! لو جاء التحذير من خطورة اللغة الفارسية من غير النائب الكندري لهان الأمر قليلاً، ولكن أن يأتي التحذير من النائب الكندري بالذات الذي لايزال قسم كبير من عائلته يتكلمون اللغة الفارسية بطلاقة عندها لابد أن نقول «قوية».
وحتى لا نقسو كثيراً على النائب الكندري ونقول إنه أتى أمراً منكرا فلابد أن نعذر النائب الهمام، فهو متأثر بالجو العام المعادي لكل ما هو إيراني، فالكثيرون يحذرون من الخطر الإيراني، فالعمالة الإيرانية خطر على الكويت، والسفارة الإيرانية خطر على الكويت، واللغة الفارسية خطر على الكويت، وربما سوف يخرج علينا غداً من يحذر من خطر التغلغل الإيراني الصفوي عن طريق الآش والغند والخبز الإيراني، وطبعاً يستثنى من القائمة المحظورة «المهياوة» التي لا تدخل ضمن قائمة المواد الخطرة لأنها أكلة مأمونة الجانب.
ليس خافياً أن هناك جوا عدائيا ضد إيران في دول الخليج، ومن حق أي شخص انتقاد إيران وحتى معاداتها، فهي تظل دولة لها سياساتها ومصالحها التي تحركها، وبالتالي من حق الجميع انتقادها، وحتى لو أراد هؤلاء أن يعادوا إيران من دون سبب فهم أحرار في ذلك، ولكن ليس من الصحيح أو من المقبول ربط الشيعة في دول الخليج أو في أي مكان آخر بإيران، ولم يعد مقبولاً استمرار الغمز واللمز واستخدام عبارات «الصفوية» و«الصفويين» و«أذناب إيران» عند الحديث عن الشيعة في الكويت، وإذا لم تتوقف هذه الحملة فعلى الكل تحمل مسؤوليته وما جنته يده.
تعليق: ما حدث في جلسة الاستجواب أمس يؤكد ما قلناه في المقالة السابقة بأنه «بيد عبيد لا بيد مسلم»، وبعد أن شربت الحكومة حليب سباع على نحو مفاجئ يبدو أن استجواب الشمالي لايزال محملاً بكثير من الغيوم الركامية التي ستمطر عما قريب.
تعليقات