الجهراء، هل تتبع حكومة الكويت أم دولة أخرى؟! ذعار الرشيدي متسائلا
زاوية الكتابكتب مايو 20, 2012, 3:01 ص 928 مشاهدات 0
لا تسيّسوا الحرائق
على وزن «لا تسيسوا السياسة» تأتي جملة «لا تسيسوا الحرائق»، حريق رحية ربما كان له بعد سياسي سواء عند إثارة موضوع الإطارات نيابيا، او بعدها بيوم عندما اشتعلت الإطارات بعد أقل من 24 ساعة من الزيارة المباركة، وبعدها بأقل من 10 ايام شب حريق في سكراب أمغرة وحضر الموقع وزيران هما وزير الإعلام ووزير الصناعة، وقيل انه متعمد، مع العلم بأنه حتى يومنا هذا لم تخرج نتيجة التحقيق، وبعدها بأسبوع شب حريق ضخم آخر في سكراب الخشب، ومن جديد حضر وزير الكهرباء والماء والبلدية الموقع وصرح كما صرح من قبله الوزيران وأعلن أن سمو رئيس الوزراء يتابع الحدث شخصيا.
الحريقان الأخيران جاءا إلى الجهراء بثلاثة وزراء، تلك المنطقة التي أسقطتها الحكومة من حساباتها منذ ما يزيد عن الـ 20 عاما، منطقة لا يتذكرها أحد من معالي أصحاب البشوت إلا إذا غرقت او احترقت او شب فيها حريق مفتعل يحصد أكثر من 50 روحا بريئة، رغم أنني يومها لا أتذكر أن مجلس الوزراء أصدر بيانا حول حادثة حريق العيون يليق بحجم الكارثة، وحده صاحب السمو الأمير وفي ذات الأسبوع أعلن مكرمة أميرية لأسر الضحايا، أما الحكومة السابقة فأسقطت الكارثة من حساباتها، فما يحدث في الجهراء... يبقى في الجهراء، التي لا تتذكرها الحكومة ولا يزورها الوزراء إلا في المصائب، يلقون تصريحين، يبتسمون لعدسات المصورين، «يترززون» أمام كاميرات التلفزيون ثم يرحلون بعد ان يلقوا بين ايدي الجهراوية وعدا او حزمة وعود يعرفون جيدا أنها لن تنفذ، لأنها الجهراء.
لا احد يريد أن يسيس الحرائق، تماما كما انه لا يمكن تسييس السياسة، ولكن أليس من حقنا ان نسأل: لم تصر الحكومة الحالية وقبلها السابقة والتي سبقتها والتي سبقتها على إسقاط هذه المحافظة من حساباتها نهائيا وكأنها تتبع دولة أخرى ولا تتبع حكومة الكويت؟!
غرقنا، والتلوث يضرب الشواطئ المقابلة للمنطقة، وكل جمعة حريق ضخم في سكراب يحيط بمنطقة سكنية حديثة، وشوارعها الجديدة الواصلة بين سعد العبدالله والمنطقة الصناعية تشبه شوارع مقديشو أيام الحرب الأهلية الأولى، ومستشفاها مريض بالازدحام وموبوء بالإهمال، ولا توجد فيها دوائر حكومية تليق بحجمها، ولا يمثلها في مجلس الأمة من أهلها سوى نائب واحد فقط، والوزراء لا يشدون رحال «مواترهم» اليها الا في المصائب.
سمو الشيخ جابر المبارك، أدعوك لزيارة الجهراء.. المنطقة وليس الدواوين، وقم بجولة سريعة، لا أطلب منك سوى ساعتين، او ادع وزراءك للاجتماع في الجهراء واعقد جلسة الوزراء في سعد العبدالله او في المنطقة الفاصلة بينها وبين الصناعية، أو في المستشفى، وستعرف عما أتحدث، وما يعرفه كل جهراوي يحس ان الحكومة تعامل الجهراء كمحافظة من الدرجة الثانية وسكانها مواطنون مع وقف التنفيذ الحكومي لأي مشروع في صالحهم.
توضيح الواضح: يردد زوار مدينة لاس فيغاس بعد قضائهم عطلة مجنونة فيها «ما يحدث في لاس فيغاس.. يبقى في لاس فيغاس»، كنوع من الدعوة لنسيان كل الجنون الذي مارسوه خلال عطلتهم في مدينة المحرمات، ونحن في الجهراء يبدو ان أعضاء الحكومة شعارهم تجاه أي مصيبة تحدث في الجهراء وبعد زيارتهم يرددون «ما يحدث في الجهراء... يبقى في الجهراء» كنوع من الدعوة لنسيان ما حدث أو بالأصح نسيان المنطقة بكل ما فيها من مصائب ومشكلات.
ذعار الرشيدي
تعليقات