بدر البحر ينتظر نتائج التحقيق بكارثة 511 طهران

زاوية الكتاب

كتب 2829 مشاهدات 0


 

لوزير المواصلات: أين نتائج التحقيق بكارثة 511 لطهران؟


لا يوجد أكرم من أن يستضيفك إيراني، ولا أجمل من «فرش قالي» السجاد العجمي التبريز، كرمان، أصفهان أو كاشان التي تزين معظم بيوتنا، حتى أغانيهم كانت تكسر حاجز الحروب الشرسة، فأشاوس حزب البعث إبان الحرب مع إيران لا تحلو لهم سهرات قناني «العرق» إلا على صوت الحسناء «غوغوش»، أما صديقنا يحيى أبو مهمد، الذي نشتري منه السجاد، فيقول لنا إذا اختلفنا معه «إلهي قربونت برم جونم فدايت»، أي «أنا فداء لك»، فهذا هو الشعب الإيراني الذي نحبه، أما حكومته التي تصدر لنا الثورة مع السجاد، وكذلك المخدرات، فتاريخها معنا «سي يا» أي أسود، خصوصاً في هذا الشهر. فيوم أمس كان ذكرى إطلاق سفينة «ويسترن سي» التي اختطفتها إيران عام 81، والأحد والاثنين الماضيان كانا ذكرى اعتدائها على سفينتي نفط «أم قصبة» و«بحره» عام 84، أما يوم الجمعة المقبل، فيصادف جريمة تفجير موكب الأمير جابر عام 85 من قبل صنيعتها حزب الله، أما الحادثة التي شكلت منعطفاً خطيراً في زعزعة إيران لولاء بعض الكويتيين، فتمر ذكراها بعد يومين، عندما قام شاب كويتي عام 87 بزرع قنبلة انفجرت به كادت تسبب كارثة في مصفاة الأحمدي. فهذه حكومة إيران قديماً، أما حديثاً فلا داعي لحصر تدخلاتها التجسسية والتخريبية وغيرها في شؤوننا الداخلية والخليجية، كان آخرها عداءها المعلن والسافر بمعارضة مشروع الوحدة السعودي - البحريني، الذي سيتطور ليكون خليجياً، بإذن الله، والذي جاء تصريح رئيس المجلس السعدون عنه هذه المرة في محله داعماً للوحدة.

رغم هذه العلاقة الحساسة مع إيران، خاطرت الحكومة في محاولة منها لكسر إضراب الخطوط الكويتية، في مارس الماضي، بارتكاب خطأ جسيم بإيعازها لأحد الطيارين بالإقلاع متجاهلاً قواعد السلامة الدولية، وعدم وجود طاقم حماية، فاتجه إلى إيران وهبط فيها مخالفاً أوامر السلطات الإيرانية بعدم الهبوط والعودة إلى الكويت، والذي برأينا يعد رعونة غير مسبوقة مدعومة من الحكومة كادت تعطي إيران الذريعة للرد بإجراءات عدائية لها الحق في اتخاذها قد تصل إلى إسقاط الطائرة، في أكثر الظروف الإقليمية حساسية! فلو كانت الحكومة تريد كسر الإضراب بتقليد الرئيس الأميركي ريغان، لأقالت المضربين وجاءت ببديل عنهم ثم أعادت رحلاتها إلى الطيران، لا أن تغامر بإقلاع طائرة كادت تسبب كارثة جوية وسياسية! نحن لا نعرف هذا الموديل الجديد للوزراء، فالمويزري، هداه الله، تعسف مع مدير بنك التسليف ونقل الخلاف معه إلى الصحف بدلاً من غرف الاجتماعات حتى أقاله علناً، ووزير المواصلات يقف متفرجاً أمام قيام ذلك الطيار برفع دعوى يحال بموجبها قياديون في الخطوط الكويتية إلى النيابة، بسبب تلك الرحلة التي كانت الحكومة سبباً في ارتكابها للأخطاء، مما يجعلنا نشك في أن الحكومة قد دخلت طرفاً في تصفية حسابات قديمة.

نقول لمعالي الوزير إن الإحالة إلى النيابة شوشرة لن تجدي نفعاً، فالمسؤولون بـ «الكويتية» لديهم دليل قاطع على براءتهم، وهو كتاب رسمي من وزارة الداخلية بالرجوع الفوري للطائرة، أما ما يجعلنا نستغرب فإن لدينا معلومات تقول إن هناك لجنة تحقيق شكلها الوزير من كبار المسؤولين، وقد خلص تقريرها، منذ أكثر من أسبوعين، بإدانة قائد الطائرة الذي تصرف بإيعاز من الحكومة، أي تقرير يبرئ من أحيلوا إلى النيابة بعلم الوزير قبل إحالتهم، فلماذا لم ينشر الوزير حتى الآن نتائج التحقيق في كارثة رحلة «511 لطهران»؟

***

إن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.

بدر خالد البحر

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك