جاسم بودي يسطر خطابا متمنيا أن يسمعه من عدنان عبدالصمد موجها لكل أبناء الكويت

زاوية الكتاب

كتب 986 مشاهدات 0



 

الخطاب الذي نتمنى أن نسمعه من عبدالصمد

 

أهلي الأعزاء في الكويت
السلام عليكم ورحمة الله
كان لا بد ان اتوجه اليكم لتوضيح الموقف من تأبين القائد في «حزب الله» عماد مغنية وتداعيات هذا التأبين. فنحن نعتبر ان الامتين العربية والاسلامية في مواجهة مفتوحة مع عدو سرطاني خبيث اسمه اسرائيل لا يتوانى عن ضربنا كلما سنحت له الفرصة ولا يتردد في السعي الى تعميق انقساماتنا واضعافنا كلما سمحت له الظروف. من هنا كانت لنا وقفة في التأبين مع هذا العدو الذي حقق باغتيال احد ابرز القادة المقاومين هدفا قويا من اهدافه لنقول له ان خط المقاومة مستمر مهما تعرض لانتكاسات، وان خط الشهادة مستمر مهما كانت دروبه وعرة، وكي نعيد التذكير بوصية الامام علي عليه السلام: «لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه».
أهلنا في الكويت
وبما أننا اصحاب رؤية استراتيجية قائمة تماما على معرفة المشروع الاسرائيلي ومواجهته، فاننا نرى ان الوحدة الوطنية هي الحجر الاساس في مواجهة هذا المشروع، بل نؤكد ان اي عمل مقاوم لن ينجح مهما استبسل رواده اذا كان الانقسام الداخلي موجودا. من هنا، وعلى رغم غياب اي مستند رسمي حكومي كويتي سابقا يؤكد مسؤولية مغنية عن عملية خطف طائرة الجابرية البشعة والمدانة والاجرامية، وبعدما ربطت الحكومة بين مسؤولية مغنية وخطف الطائرة بعد ايام من التأبين، فاننا واحتراما منا لمشاعر شريحة واسعة من اخواننا الكويتيين سنة وشيعة ترى لمغنية دورا في تلك العملية، نعتذر اذا كان التأبين اساء الى هذه المشاعر وتحديدا الى مشاعر ذوي شهداء الجابرية الابرار ونؤكد للجميع ان الكويت قاربنا الوحيد ونحن جميعا فيه خلف نوخذة واحد هو رمز وحدتنا ورأس دولتنا.
أهلنا في الكويت
الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة، ولا يتوقعن احد ان ينتصر اي فريق في الكويت والمجتمع منقسم والمواقف متباعدة. فعزتنا ومنعتنا وتقدمنا بسلوك طريق واحد رسم الحدود الحقيقية لدولتنا عبر مئات السنين... طريق التوافق والاتفاق. ولا يمكن ان نفكر نحن ولا اي كويتي آخر بالقفز فوق ثوابت الكويت لاننا نكون كمن يقفز في المجهول وكمن يقامر بالامن والسيادة والاستقرار. الم يحصل ذلك في دول قريبة وبعيدة؟ ألم تنقسم المجتمعات والقوى السياسية والمناطق والمدن بحجة ان كل فريق سياسي او طائفي يعتبر انه يدافع وحده عن طريق الحق؟ ألم تتحول الانقسامات الى صدامات بعد حملات التخوين وحجب شهادات الوطنية من هنا وهناك، فهذا غربي وهذا شرقي، وهذا يدافع عن الاستعمار وهذا يعتبر انه وحده ضد الاستعمار، وهذا يغض الطرف عن خطر اسرائيل وهذا يعتبر انه وحده يقاوم اسرائيل، وهذا يعتبر انه وحده يدافع عن العقيدة والوحدة وهذا ايضا يعتبر انه وحده يدافع عن العقيدة والوحدة... ومن هنا ايضا اقول انني لو عدت الى تصريحاتي السابقة فلم اكن لأقع في رد الفعل واصنف ايضا اخوة لنا في الكويت واتساءل اين كانوا في الغزو وماذا كانوا يفعلون، وما كنت سأقول طبعا لاخوة لي: ما هو تاريخكم؟... كنت سأرد بالتركيز على الوحدة والتوافق والاتفاق ونبذ كل ما يفرق والاعتصام بحبل الله والدستور والقانون فهذا الاعتصام هو السلاح الوحيد، واكرر الوحيد، في ايدي الكويتيين قيادة وشعبا، واذا ما تجردنا منه لا سمح الله فلن يحمينا اي سلاح لا من الشرق ولا من الغرب. وحدتنا والتفافنا حول شرعيتنا وتمسكنا بكل حبة رمل في ارضنا هي التي اعادت الكويت ولولاها لكان التحالف الدولي جرنا الى تحالفات اخرى لم تكن لتوصل بالضرورة الى التحرير.
أيها الأخوة
لا تتصوروا حجم سعادتي بالدعوات المخلصة التي تصدت للفتنة في الكويت وللاصوات التي ارادت ان تستغل ما جرى لجر البلاد الى النار، وبالطبع لا استطيع الا مقابلة الكلمة الطيبة بكلمة اطيب والفعل الطيب بفعل اطيب والمبادرة الطيبة بمبادرة اطيب. من هنا لا يمكنني ان ارد على سمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الذي اعتبرنا ابناءه واستنكر الدعوات بتجريدنا من الجنسية او منعنا من حضور الجلسات البرلمانية، لا يمكنني ان ارد بالقول انني سأستجوبه كما ورد في احدى الوكالات الاجنبية التي ربما التبس القصد عليها، بل اشد على يده في متابعة نهجه الاصلاحي وحفاظه على الوحدة الوطنية وحرصه على تطبيق القانون، واعرض عليه ملاحظاتي عبر القنوات المناسبة وحسب الاصول.
ومن هنا ايضا، لا يمكنني ان ارد على من حاول ان يعمم قضية معينة على طائفة او مجموعة بالحديث باسم طائفة او مجموعة، فانا نائب مسؤول عن تصرفاتي ومواقفي وخياراتي وامثل الامة جمعاء ولا استطيع ولا يجوز ان اتحدث باسم طائفة بأكملها كأن اقول «ان الشيعة في الكويت يشعرون بكذا» او «ان الشيعة في الكويت يريدون كذا» فالشيعة هم مواطنون كويتيون لا قضايا خاصة لديهم غير قضايا اخوتهم السنة، ومن العار فعلا ان نصل الى مرحلة نصنف فيها القضايا العامة حسب المذاهب والطوائف. الشيعة والسنة في الكويت لديهم الدستور الكويتي والقانون الكويتي والتشريعات الكويتية والقضاء الكويتي والعلم الكويتي ومجلس الامة الكويتي والحكومة الكويتية والمؤسسات الكويتية وعلى رأس الجميع سيدي صاحب السمو الامير حفظه الله وولي عهده الامين.
يا أهل الكويت الأعزاء
كم كانت لاصواتكم الداعية الى وأد الفتنة اثرها الطيب في نفوس جميع المخلصين خصوصا المطالبات بوقف الاعتصامات والتجمهرات الموجهة في الشارع، والرد على هذه المواقف يستدعي من الجميع الالتزام ايضا بتجنب الشارع والتعبير عن المواقف بأساليب حضارية اخرى خارج الشارع، فلا الاعتصام والتجمهر امام المؤسسات الامنية يفيد، ولا رفع الشعارات والقبضات والصيحات تساهم في التهدئة او تسهل الحلول. لندع الاجراءات للقضاء الذي نثق به ولنترك العدالة تأخذ مجراها... ونظرا الى ثقتي المطلقة بالقضاء الكويتي النزيه الحر المستقل، ولانني لا اريد لبعض الجهات ان تستغل القضية لمزيد من التعبئة والتشنج والانقسام والتحريض، ولإيماني المطلق بسلامة مقاصدي، وبعد تأكيدات سمو رئيس الوزراء بان القضية ستحصر في التأبين، فانني لن انتظر موضوع رفع الحصانة عني نيابيا كي امثل امام القضاء، بل انا مستعد للمثول امام النيابة قبل رفع الحصانة وبعد تبيان الاسباب الموجبة، لان الحصانة الحقيقية هي رضاء الله عز وجل وانتماؤنا الوطني وتاريخنا ودستورنا وقوانيننا ومحبة الناس لنا.
ودمتم سالمين
أخوكم عدنان عبدالصمد

ناقل التمني  جاسم بودي

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك