حزب الله اللبناني او الكويتي او العراقي في نهاية الامر مسلم رقبة قراره للاوامر الايرانية التى ليس لها علاقة وطيدة بالأوامر الإلهية كما تدعي الجمهورية الإيرانية، نبيل فضل مشفقا على الشيعة من تداعيات تجمع 'الغوغاء' حول مباني الداخلية
زاوية الكتابكتب مارس 12, 2008, منتصف الليل 1326 مشاهدات 0
سيناريو
نبيل الفضل
ـ التجمهر الاخير مساء امس الاول حول مبنى وزارة الداخلية دليل، يراه حتى الاعمى، على ان هناك من يسعى للفتنة والى زعزعة الوضع الكويتي.
الجموع لا تخيف وانما المخيف هو العقل المدبر والموجه والمنظم لتلك الجمهرة.
القضية ليست قضية احتجاز وتحقيق مع رجل دين لم يسمع الكثير منا باسمه قبل القاء القبض عليه، مع خالص احترامنا لشخصه.. كمواطن. والقضية ليست مجرد امتعاض عما يشيعه البعض من تعسف في التحقيق، وما يروجه البعض من مفاجآت الاسئلة غير المتوقعة مع الحدث الذي تسبب في الشكاوى المرفوعة.
والقضية ليست قضية انتصار لعمادوه مغنية أو تحزب لاجل عدنان عبدالصمد، فغالبية الشيعة الكويتيين لا ينتمون لحزب الله ولا لعدنان، وما حماسهم للنصر الالهي المزعوم الا حماس مشابه لحماس السنة لنفس النصر المزعوم، وذلك للظمأ القاتل الذي تعاني منه الشخصية العربية والاسلامية لبطولة أو بطل في تاريخها المعاصر، الذي اتخم بالجبناء والخونة من قادة وزعماء.
نعم لقد كان هناك حماس لحزب الله عند طوائف المسلمين أعمى أعينهم عما يعنيه تعاظم قوة حزب الله في لبنان، وما قد يؤدي اليه ذلك التعاظم من دمار لذلك البلد الجميل. وها نحن نرى اليوم قصر النظر الذي ميز ذلك الحماس لحزب الله.
ونعود للكويت لنقول، ان هناك من يجند حماس العامة ويمزجه بالاحداث التي قد تكون نتيجة اخطاء او خطط مدروسة بعناية، ليصل في النهاية لمآرب يجهلها او لا تخطر في بال رجل الشارع.
بعد تداعيات الاحداث السابقة من تأبين مشؤوم الى عناد واصرار غير مفهوم على تحدي مشاعر الناس، الى التصعيد بالاساءات والاعلان عن استجوابات، الى حث العامة والغوغاء على التجمهر وفرض ارادة الشارع عبر الازقة والساحات وليس عبر الطرق الدستورية، كل هذا يجعلنا نتساءل.. هل كان تأبين مغنية مجرد عناد ومكابرة وخطأ سياسي؟!
دعونا نفكر بصوت مسموع ونتشارك بالافكار كي نجني من تلاقحها تصورا مشتركا قد يخدم الوطن بناسه ونظامه. ماذا لو كان كل ما جرى ويجري انما يسيروفق سيناريو معد لغاية بعيدة عن تصور الناس؟!
لنبدأ من نقطة البداية. حزب الله اللبناني او الكويتي او العراقي او البريطاني في نهاية الامر مسلم رقبة قراره للاوامر الايرانية والأوامر الإيرانية ليس لها علاقة وطيدة بالأوامر الإلهية كما تدعي الجمهورية الإيرانية، و(ايران غيت) بتسليح اسرائيل لإيران ليست بعيدة جداً عن الاستحضار.
واليوم ايران تواجه خطراً كبيراً، متمثلاً بتوجه الولايات المتحدة ودول الغرب الى ضربها عسكرياً. ومثل هذه الضربة العسكرية لن تحقق نتائجها دون وجود قواعد عسكرية لها في دول الجوار... كما هي الحال اليوم.
ولكي تضمن ايران عدم استخدام هذه القواعد ليس امامها سوى الضغط على حكومات الجوار لرفض استخدام القواعد المقامة على أراضيهم في أي عمل عسكري ضد إيران.
وكي تصل إيران الى مثل ذلك الرفض مع حكومات غير متعاطفة اصلاً مع عناد ايران وتهورها، كان لابد من افزاع وتخويف تلك الحكومات والانظمة، وليس بيد ايران من اداة تخويف سوى محاولة هز ولاء المواطنين في دول الجوار، فإذا اهتزت صورة ولائهم لأوطانهم وأنظمتهم، فستحاذر تلك الأنظمة من فقد انتماء ابنائها، وتفشي الفتن الطائفية التي لا يريدها اي نظام في المنطقة او اي منطقة اخرى في العالم.
اذن؟! اذن فلنبدأ بمشكلة صغيرة، توصل رسالة اكبر، فإذا كان مجلس تأبين ارهابي مجرم ـ كرمته ايران بطابع يحمل صورته ـ يجر كل هذا التأزيم وهذه المظاهرات، فما الذي سيجره انطلاق الضربة العسكرية من الكويت؟!. هذه هي الرسالة التي تحاول ايصالها إيران باحزابها وكوادرها، دون اعلان ولا تصريح، ولكن الناظر يرى والمتفكر يصل إلى هذه النتيجة بسهولة ويسر.
ما تعرضت له الكويت أخيرا وما تتعرض له الآن، كله يصب في خانة تهديد واضح عما يمكن لإيران أن تفعل عبر احزابها وكوادرها إن عصت الكويت أو ساهمت في توفير أرضية للضربة العسكرية على إيران.
هذه ليست دعوة لنظرية المؤامرة وإنما هو مجرد رأي قابل للنقد والمداولة، مذكرين إيران أولا واذنابها من جماعة حزب الله ثانيا ان من تظن ايران انها تستطيع ان تستند إليه في قلقلة الأوضاع، إنما هم مجرد قلّة في بحر من الشيعة ولاؤهم للكويت أولا وللكويت ثانيا وللكويت ثالثا. وهي ليست المرة الأولى التي تخطىء فيها الحسابات الإيرانية حول شيعة الكويت.
أعزاءنا
لعن الله من ساهم في تنفيذ هذا السيناريو إن وجد. وغفر لمن ايده دون دراية أو بحسن نية.
ولعن الله من نظم وخطط تجمعات الغوغاء حول مباني الداخلية، فهو لم يظلم شيعة الكويت فقط، وإنما ظلم شيعة دول الخليج التي سينظر حكامها لهم نظرة ريبة وشك وتحجيم. فالله يستر على احبتنا الشيعة من خطط المتذاكين الغبية.
¼ تحية وتقدير للاخت أم حمّود الطاف بنت العم حمد العيار على الغداء الرائع الذي تكرمت به من مطبخها إلى جريدة »الوطن«، وذلك نزولا على تهديدنا لبعلها العزيز حبيب الكويت جاسم يعقوب بمقالات كلها... »عراُيب«.
تعليقات