هدف إيران ليس مجرد مغامرة لتهديد المنطقة بالنووي.. آمال عربيد محذرة

زاوية الكتاب

كتب 1017 مشاهدات 0


القبس

العين الثاقبة  /  الحلم الإيراني.. إلى أين؟!!

آمال عربيد

 

تمكَّنت إيران عبر مرحلة ليست بقصيرة، من الإمساك بطرف الحبل الذي سيحقق حلمها التوسعي بضم المنطقة لنطاق نفوذها، بعد أن اجتازت أكبر التحديات الدولية في استكمال بنائها للتقنية النووية، من بنى تحتية، ومراكز أبحاث، ومحطات قوى نووية، لتصل إلى أهم مرحلة، وهي إنتاج السلاح النووي! لكن، هل حقّا النووي الإيراني في سبيل إنتاج الطاقة، أم أن أهدافه أبعد وأكبر في كيفية استخدامه، سياسياً ودينياً وجغرافياً وعسكرياً؟! فمهما تغيرت وجوه الحكم الإيراني واتجاهاته، من دكتاتورية (حكم الشاه، والاتفاقية الإيرانية - الأميركية 1957، محطة بوشهر تعاون إيراني - ألماني 1976)، وإنجاز %70 من مشروع النووي الإيراني قبل وصول الثورة الدينية للحكم في الثمانينات، التي استمرت فيه بتعاون إيراني - فرنسي - صيني - باكستاني في 1984، واستكمال المشروع بتعاون إيراني - روسي 1987 - 1991، بعد الحرب العراقية - الإيرانية، ثم اتفاقية تعاون صيني - إيراني، لبناء مفاعل نووي في أصفهان بمدة 10 سنوات في 1991، بعد غزو العراق للكويت! هدف إيران إذاً باختلاف شكلها السياسي، ليس مجرد مغامرة لتهديد المنطقة بالسلاح النووي! بل تستعد منذ عقود لتواجه محيطاً سنياً من كل الاتجاهات الجغرافية والسياسية والدينية (أفغانستان وباكستان، و«القاعدة»، العراق الأكراد والسنة، تركيا والخليج العربي وحليفهما الأميركي)، والفرصة الآن مؤاتية لها وفقاً للظروف السانحة من خلال الصراعات الدامية في المنطقة (سوريا والبحرين)، والانقسام الحاد المذهبي العلني بحماية أميركية - أطلسية للسنة، ودعم روسي - صيني لإيران مركز الشيعة، باستخدام النووي في حال تعرضها لأي حرب، ليس خوفاً (استفزازها بزيارة نجاد لجزر الإمارات العربية المتحدة)، بل حماية لدولتها وحلم إمبرطوريتها المستقبلية، التي بدأت منذ حكم الشاه، في حين كانت الدول العربية المتوجّسة الآن خوفاً من سلاحها في حالة سكون رغم تهديد وجودها الدائم من الاحتلال الإسرائيلي! فهي لم تسع إلى خلق توازن قوى بامتلاكها السلاح النووي، كما هو حاصل في باكستان والهند!

تعمل الدول الكبرى الآن على كسب الوقت في إنهاء خطر السلاح الإيراني، كما تتخذ إيران منه فرصة لإنهاء بناء مفاعلها النووي، حتى لو هددتها إسرائيل بضربة سريعة ودقيقة لمناطق المراكز النووية (نطنز، فوردو في قم، وآراك)، وفي محطة بوشهر الكهرذرية التي تعمل باليورانيوم بإدارة روسية، لعلمها أنها لن تفلح في القضاء عليها من دون مساعدة الأسطول الخامس الأميركي المرابط في المنطقة، الذي يعي أن تدمير تلك المراكز يعني خراباً مدمراً إشعاعياً يشمل المنطقة بأكملها!

وتتجه الآمال الآن نحو مؤتمر إسطنبول لرؤية واعدة تحدد مصير المنطقة، بانتهاء الأزمة النووية الإيرانية بحلول سلمية، من دون تخوف من النقض لأي اتفاق يجمع بين إيران والدول الست الكبرى، إلا إذا خالفت إيران التزامها بالمعاهدات الدولية، مما يعرضها قبل غيرها للدمار والتخريب في بنيتها التحتية، وتأخير نموها عقوداً طويلة، مما يغير في المشهدين السياسي والجغرافي، وينقل الدفة من بين يدي روسيا والصين في رهانهما على إيران كورقة نووية رابحة لتسيطر على المنطقة، إلى أميركا والحلف الأطلسي لقيادة الشرق الأوسط بأكمله والتفرغ لهما!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك