من يقع تحت طائلة الحبس الاحتياطي هم المساكين و«الفقارى».. برأي ذعار الرشيدي

زاوية الكتاب

كتب 704 مشاهدات 0


الأنباء

الحرف 29  /   الحكومة تريد أن تسجن... الشعب

ذعار الرشيدي

 

للعملاق ابوبكر سالم اغنية شهيرة جدا اسمها «24 ساعة»، وهي من اولى الاغنيات التي قدمته للجمهور في الكويت بل والخليج العربي، وبعدها انطلق في سماء النجومية، ولم اتذكر هذه الاغنية التي احفظها عن ظهر قلب الا بعد رفض وزارة الداخلية لتقليص فترة الحبس الاحتياطي من اربعة ايام الى 24 ساعة كما يطالب اعضاء مجلس الامة، وبررت الحكومة رفضها للتقليص المقترح وعلى لسان وزير داخليتها بأن فترة الـ 24 ساعة ليست كافية للتحري عن الشخص الموقوف، وهو عذر لو تم تقديمه في ستينيات القرن الماضي لصدقناه وبلعناه وآمنا به، بل ولطالبنا ان تزيد المدة الى 8 ايام لا اربعة ايام، ففي الستينيات كانت وسائل الاتصال متواضعة والتدقيق والتبصيم والتحقق من الشخصية يستوجب ان يلف المتهم «كعب داير» على المخافر والاقسام قبل ان يتم التثبت مما اذا كان مطلوبا على ذمة قضايا ام لا، اما اليوم وبعد 50 عاما من صدور قانون الحبس الاحتياطي ذي الايام الاربعة، وبعد اختراع الفاكس في السبعينيات، والكمبيوتر في الثمانينيات، وغزو الانترنت في نهاية التسعينيات، وتمدد الشبكة العنكبوتية حتى وصلت الى جيوبنا عبر الهواتف الذكية التي نحملها، فلا اعتقد انه يمكن ان نبلع حكاية ان الـ 24 ساعة غير كافية للتحقق من هوية الشخص، فما نفع الملايين التي تصرفونها على برامج الكمبيوتر واجهزة التبصيم والدورات والشبكة الداخلية لوزارة الداخلية لأنه وباستخدام الرقم المدني لأي آدمي يعيش على هذه الارض يمكن ان تعرف حتى اسم خالته وفي اقل من ساعة، وليس 24 ساعة، اذن رفض وزارة الداخلية مردود عليه، الا اذا كان المسؤولون في الداخلية بل والحكومة بأكملها لا تعترف بالتكنولوجيا ولاتزال تعيش في زمن «بلاغ من الرياسة».

بعيدا عن الرد المنطقي الذي اوردته ونسفت به على ما اعتقد عذر الداخلية الواهن المهلهل، فالسبب الوحيد للرغبة الحكومية في ابقاء مدة الحبس الاحتياطي 4 ايام هو ان الحكومة تريد ان تحافظ على شيء من ذراع السلطة ضد كل من يخالفها الآن او مستقبلا، لا يوجد سبب آخر، لم اجد سببا منطقيا واحدا يمكن ان اجده مبررا منطقيا لرفض الحكومة لتقليص مدة الحبس الاحتياطي.

توضيح الواضح: هيبة القانون لا تتحقق الا في تطبيقه على الجميع دون استثناء، وليس عن طريق كرت انذار «حبس الايام الاربعة»، فما اعرفه ان من يقع تحت طائلة الحبس الاحتياطي هم المساكين و«الفقارى» ومن لا ظهر لهم، فلم ار او اشاهد او اسمع نافذا تم سجنه احتياطيا ولو ساعتين، فتلك الايام الاربعة مخصصة لأبناء الشعب فقط.

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك