سامي خليفة يعتبرالرابع من مارس يوم الامتحان الحقيقي، فإما أن تتوحد الكويت وإما تتمزق، إما أن نغرق في وحل الفتنة الطائفية البغيضة!!
زاوية الكتابكتب مارس 2, 2008, منتصف الليل 557 مشاهدات 0
إحذروا 4 مارس!
مع التشنج الكبير للشارع والغليان النفسي والاحتقان الطائفي الذي يحكم الكويت اليوم، والذي يذكرنا بمحنة الثمانينات القاسية على الجميع لا أعادها الله تعالى على أهلنا، ومع دخول عناصر جديدة على خط التأزيم لتصب الزيت على نار الفتنة القائمة اليوم، ابتداء بتحريض الناس للتظاهر في الشوارع، ومروراً بالتعسف الأمني لوزارة الداخلية الذي رافق الأيام الماضية واستخدام لغة تهدف إلى ترويع الناس، وانتهاء بغياب شبه كامل لدور مجلس الوزراء في الإمساك بزمام الأمور والدفع باتجاه التهدئة، مع ذلك كله تتجه الأنظار نحو جلسة مجلس الأمة المزمع عقدها بعد الغد (الرابع من مارس)، والتي ستكون محطة فاصلة في تاريخ الكويت.
نعم، محطة رئيسة وفاصلة في عمل السلطة التشريعية، فإما دفع نواب مجلس الأمة جلستهم باتجاه التهدئة وحصر الأزمة في الاحتكام إلى القضاء، وإما أن تنفجر هذه الجلسة سوءاً على أصحابها، حينها لا يمكن لأحد أن يقيس حجم الضرر الذي قد تسببه التداعيات على البنية المجتمعية والقناعة بالعيش المشترك بين الناس بألوانهم وتعدد مذاهبهم كافة. فإما أن يتحكم العقلاء بالجلسة ليقفوا سداً منيعاً في وجه تلك الفتنة والحيلولة دون وصولها إلى قبة عبدالله السالم، وإما أن يتجرأ من سيتجرأ من الموتورين في إشعال الشرارة الأولى التي ستظل وصمة عار سوداء تلاحقهم على مدى التاريخ السياسي للكويت.
فالرابع من مارس يوم الامتحان الحقيقي، فإما أن تتوحد الكويت وإما تتمزق، إما أن نغرق في وحل الفتنة الطائفية البغيضة إلى أعلى رأسنا مستسلمين لهذا المستنقع الآسن، وإما أن نتسامى فوق الجروح لتربح الكويت. إما أن يرتقي النواب، النواب كلهم، إلى حجم المسؤولية التي صوت الناس إليهم من أجلها وصون الأمانة وإما أن يفشلوا في الاختبار الوطني. فكرة استمرار التأزيم يوم الثلاثاء المقبل باتت في ملعب نواب مجلس الأمة، فإما أن يفشلوا في التعاطي مع تلك المعضلة وإما أن يجتازوها بأقل خسائر ممكنة.
وهنا لا بد أن نسجل تحية لموقف رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي وكتلتي العمل الوطني والشعبي ومعهم نواب الحركة الدستورية الذين أعلنوا عن مواقفهم بوضوح كامل من جلسة يوم الثلاثاء المقبل، دفعاً باتجاه تغليب العقل ودرءاً للفتنة والحيلولة دون التشنج والتوتر الذي يسعى إليه البعض ممن أجاد الردح في الساحات الإعلامية ويسعى إلى جني ثمار ردحه في البرلمان على حساب الكويت وأهلها، وليسجل الحاضر والتاريخ اللهم إننا قد بلغنا.
د. سامي ناصر خليفة
تعليقات