أحمد الجارالله يحمل بشدة على موقف حزب الله من الأزمة اللبنانية ، واصفا إياه بأنه'يستقوى بالملالي ضد اللبنانيين كلهم, ويكتسب مصادر قوته من طهران ولا بأس عنده اذا نزف اللبناني حتى الموت لان المهم صيانة الدماء الايرانية »الطاهرة النقية«
زاوية الكتابكتب مارس 1, 2008, منتصف الليل 523 مشاهدات 0
أحمد الجارالله
باعة الأوطان... أبناء حرام
الموقف سلاح... عبارة نستعيرها من شعارات »حزب الله« الذي يقول ما لا يفعل ويجر وراءه عددا من فاقدي البصيرة او الذين ماتت كل حواسهم ولم يبق لديهم سوى شهوة واحدة هي حب السلطة وانهاء حياتهم بلقب صاحب الفخامة, او مجموعة الادوات التي اصيبت بالبطالة السياسية عندما انزاح زمن الوصاية عن لبنان, فالموقف سلاح وهذا صحيح, انما بوجه الاعداء واصحاب النفوذ الاجنبي والقوى الخارجية وكل ما هو غير لبناني, والا فما جدوى اي موقف اذا لم يكن وطنيا, أو اذا كان نسبيا, أو انتقائيا, كأن يوجه ضد اسرائيل فقط ويهان مع أي دولة أخرى عربية كانت أم اقليمية أم دولية, أو يتم استخدامه ضد دولة معينة فإذا ما دفعت أو دعمت أو حققت مكاسب شخصية يصبح هذا الموقف في خبر كان.. فالموقف الوطني هو دليل هوية وانتماء واحترام الذات وتكوين الشخصية, بل هو قرين السيادة ذاتها, ومن يتهاون فيه كمن يبيع وطنه ومن هنا نبعت أهميته وخصوصيته ومكانته العالية التي يضحي من اجلها الشهداء وليس مجرد شعارات يهذر بها هذا او ذاك من سفسطائيي العصر الحديث, ولذلك فإن بيع الاوطان يبدأ ببيع المواقف, واول دلائله الاستقواء بقوى خارجية على اهل البلد والشركاء في المواطنية... ومن سمات هؤلاء المتاجرين بالمواقف والبائعين للأوطان أنهم اكثر الناس تغنيا بالأمجاد وأقواهم حنجرة في الزهو بالوطنية, فحزب الله سلم كل اوراقه لايران, وباع لها مواقفه بالكامل, واعتبر ان ما يصدر عنها هو الحق الواجب اتباعه ولو على حساب لبنان وشعبه ومؤسساته ومصالح ابنائه ومستقبلهم ودمائهم وارزاقهم, وهو يستقوى بالملالي ضد اللبنانيين كلهم, ويكتسب مصادر قوته من طهران ليستعدي بها اوسع شريحة من اللبنانيين ولا بأس عنده اذا نزف اللبناني حتى الموت لان المهم صيانة الدماء الايرانية »الطاهرة النقية«. ومن دواعي السخرية أنه مع هذا الامر يتغنى في وسائل اعلامه ومنابره بالوطنية اللبنانية والسيادة فيما يدفع بلده, وعن سابق تصور وتصميم وتنفيذ للأوامر الخارجية, الى شفير حرب اهلية من شأنها القضاء على كل ما يمت بصلة للسيادة او الوحدة او المصلحة اللبنانية. وفي المقابل نجد سورية وقد وضعت مواقفها في سلة واحدة وتولى نظامها بيع هذه السلة الى ايران مقابل »الطهرودولار« فأصبحت ابوابها مشرعة أمام »النعم« الوافدة من بلاد فارس, وموصدة بوجه متطلبات الاخوة والانتماء العربي, وفي الوقت الذي رفع فيه النظام السوري كل السدود بوجه العرب, أزال كل الحواجز أمام إيران فباع بلده وظهرت نتائج هذا البيع في الفواتير السياسية التي تسددها دمشق لحساب طهران, وفي الحرس الثوري الذي استشرى وجوده ودوره في كل المراكز الامنية السورية, وفي الغزو الاقتصادي الايراني المبرمج لكل مواقع الانتاج والتسويق في »قلب العروبة النابض« ومع ذلك, نرى النظام المافياوي القابض على سورية يتغنى ليل نهار بدمشق الفيحاء وحلب الشهباء, وبطرطوس واللاذقية, وبالتاريخ العريق لهذه الارض التي لم تستبح في تاريخها كما استبيحت في ظل النظام الحالي. ولو استعرضنا الظواهر المنتشرة على مساحة المنطقة العربية لوجدنا الكثير ممن يبيعون أوطانهم بمواقف مهينة فيها من العمالة ما بلغ السيل الزبى, وهل هناك اكثر فظاظة من حركة »حماس« التي لعبت في الزمن الحرام والمنطقة الحرام والارض الحرام فباعت غزة بأكملها للموقف الايراني فيما السلطة الفلسطينية ولدت وهي »خديج« أي انها لم تستكمل مقومات نموها, فإذا بالخزان الشعبي الفلسطيني الذي وعدته هذه الحركة بالمن والسلوى من طهران يستفيق على الجوع والعطش والفقر والحصار والمرض والفاقة والمعاناة, ولم يجد »توماناً« واحداً يصرف من اجله, بينما فتحت أمامه الأبواب العربية المصرية والسعودية والكويتية والخليجية عامة لرفع الضغط عنه, ومع ذلك نرى »حماس« تشدو بوطنيتها الفلسطينية, وبالقدس التي باعتها من اجل عيون »قم«.. نقول هذا الكلام, ونحن نعيش داخل الكويت التي أنعم الله علينا بأن جعلها وطننا, ومررنا بتجارب صعبة ومصيرية كان من اهم وأبرز دروسها أنه لا بديل لنا عن هذا الوطن, ولا كرامة لنا ولأبنائنا إلا على أرضه, والموقف السياسي ينبغي أن يكون لخدمة الكويت ويصب في مصلحتها, فلا يتبجحن أحد بحب الديرة ثم يؤبن عماد مغنية في موقف لا يعبر الا عن حب قوة خارجية صاحبة نفوذ أجنبي او اقليمي, فالاحتفال بتأبين هذا الرجل الأمني المخابراتي الموظف لدى ايران هو استقواء بجهة غير كويتية وفي مواجهة سائر ابناء الكويت, ومن يستقوي بغير أهله وبغير وطنه كمن يبيع موقفه وسيادته, هذه هي الحقيقة التي لن تخفيها الشعارات وعبارات التغني بالكويت وشرعيتها لأنها لن تعدو كونها مجرد طنين وضجيج مأكول خيره.. إنما تبقى نصيحة لكل باعة الأوطان, بأن من يستقوون بهم سيكونون أول من يضحي بهم, ومن يراجع التاريخ القريب والبعيد سيتأكد من ذلك حتما, وليقرأ هؤلاء سيرة آخر الخلفاء العباسيين الذي باع بلاده للتتار فحيد الجيش وشرع أمامهم الحدود والابواب وقال ان التتار »حلفاء ستراتيجيون« و»أصدقاء وإخوة طيبون« ولديهم »اموال طاهرة« ويريدون المساعدة في »اعادة الإعمار«.. وبعدما استتب الامر للتتار كان اول ما فعلوه هو قتل هذا الحاكم الذي قالوا له ان من خان بلده لن يصدق معنا.. وبموجب هذا الدرس الكبير يكون قد آن الاوان للتكاذب ان ينتهي, وان يعود كل مغرد خارج سربه من مضمار العمالة الى رحاب المواطنية, والا فإن الحكم عليه سيكون بيد الناس الذين بدأ الوعي يدخل إلى نفوسهم بقوة, وحكم الناس لن يكون الا صائبا وعنده القول الفصل الذي يتحدد بموجبه من يدخل التاريخ ومن تلفظه الأوطان, لأن المستقوي بالخارج على بلده وأهله وأبناء جلدته ليس سوى ابن حرام.
تعليقات