الدعم لإسرائيل والقوة ضد إيران
عربي و دوليلقاء أوباما ونتنياهو جدد العلاقة المتينة بينهما
مارس 5, 2012, 9:44 م 1144 مشاهدات 0
في خطاب عكس تبايناً بين 'إسرائيل' وواشنطن حول معالجة الملف الإيراني جادل الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإمكانات الحل الدبلوماسي قبل اللجوء للخيار العسكري ضد ايران، ومبقياً إياه على المائدة . جاء ذلك خلال كلمة له طويلة نسبياً أمام التجمع السنوي لكبرى منظمات اللوبي 'الإسرائيلي' بالولايات المتحدة 'إيباك' وبحضور رئيس الكيان شمعون بيريز ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو .
في مقدمة خطابه الموجهة بالأساس إلى الصوت اليهودي الأمريكي في عام يشهد انتخابات رئاسية، أعلن أوباما اعتزامه منح بيريز الشهر المقبل جائزة رفيعة وهي ميدالية الرئيس للحرية بالبيت الأبيض، وذلك قبل أن يمر سريعاً على إنجازاته في الوقوف إلى جانب 'إسرائيل' ودعمها أمنياً وعسكرياً ودولياً بشكل غير مسبوق في التاريخ الأمريكي .
وتحدث أوباما حول عملية التسوية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بشكل مقتضب، متعهداً بمواصلة الضغط من أجل الحفاظ على أمن “إسرائيل” وتفوقها العسكري وحقها في الوجود، ومتباهيا بما فعلته ادارته للوقوف أمام محاولات عزل إسرائيل والمساس بشرعيتها في الأمم المتحدة العام الماضي، وانه دعا نتنياهو للبيت الأبيض تسع مرات . وقال إن أمن اسرائيل كـ دولة يهودية يجب أن يحمى .
وبعد مقدمة طويلة حرص فيها على تأكيده التزام أمريكا الكامل بتفوق إسرائيل ودعمها عسكرياً وتكنولوجياً حتى في أحلك الأوضاع الاقتصادية، وداعياً الجميع الى النظر في أفعاله لا أقواله، حاول أوباما تأكيد أن هناك فرصة لحل دبلوماسي لملف ايران النووي، مشيراً إلى أن سياسة الضغط على إيران ستصل الى أوجها بحلول يونيو/ حزيران حين تنفذ دول أوروبا التزامها بالتخلي عن النفط الإيراني، حيث ستتكرس عزلة إيران التي قال إنه كشف نفاقها وكذلك نفاق حليفها السوري .
وطالب أوباما بفرصة زمنية، داعياً إسرائيل للتريث ومنح التفاوض(بشأن إيران) فرصة، ورأى أن الكلام حول الحرب لا يخدم سوى ايران نفسها، وذكّر الحضور بثمن الخيار العسكري وبشكل غير مباشر بدا كأنه موجه للناخب الأمريكي لاسيما حين تحدث عن قتلى الحروب وجرحاها ناهيك عن التكلفة .
وكان من الواضح أن كلمات أوباما لم تلق الحفاوة التي استقبلت بها كلماته في بداية الخطاب حول دعم ادارته لإسرائيل إذ خفت التصفيق في مؤتمر خصص جله هذا العام لمناقشة الملف الإيراني، حيث تسابق ساسة واشنطن ومرشحو انتخابات الرئاسة والكونغرس على إرضاء إسرائيل خلاله . وكان رئيس الكيان شمعون بيريز تحدث قبل أوباما مباشرة مؤكدا أن إسرائيل قوية وستظل قوية ومشيراً مجدداً الى حل الدولتين . وهاجم حركة حماس وقال إنها ليست شريكاً في عملية السلام، واعتبر بيريز إيران الخطر الأكبر على العالم وأنها تريد السيطرة على المنطقة وسيتم وقفها . وقال “إذا اضطررنا للحرب سنكسبها ولن نسمح لإيران بامتلاك قنبلة نووية . وشكر أوباما على أعلى مستوى مساعدات أمنية وعسكرية قدمتها حكومة امريكية لاسرائيل .
المفارقة أنه فيما كان الجميع يتحدث داخل مركز المؤتمرات في واشنطن حول إيران وخطط التعامل مع ملفها النووي كانت حشود من جماعات حقوقية ومناوئة للحرب تتظاهر في الخارج وتحاصر مواكب وصول ضيوف المؤتمر بمن فيهم الرئيس الأمريكي نفسه . وفيما شهدت الصحف الأمريكية وربما للمرة الأولى هذا الكم من الغاضبين على اسرائيل والمطالبين بتوقف فوري للمساعدات والتأييد الأمريكي للكيان، نظم هولاء تحت مظلة جديدة هي 'احتلوا ايباك' سلسلة مستمرة لأيام عدة شملت عروض أفلام وندوات توعية وتظاهرات وأنشطة منظمة بالتوازي مع أنشطة المؤتمر السنوي لدعم اسرائيل، وهو ما جعل بعض زعامات اللوبي الاسرائيلي تحذر من مثل هذه الظاهرة التي وصفوها بظاهرة معاداة إسرائيل وربما السامية .
تعليقات