إيران والإمتحان العسير
الاقتصاد الآنسيناريو توقف الإمدادات النفطية يطرحه الحرمي
مارس 5, 2012, 1:53 م 1236 مشاهدات 0
ماذا سيحدث مع توقف الإمدادات النفطية من ايران؟! وماذا عن أسعار النفط؟ وهل سيواجه العالم أزمة نفطية واقتصادية وندخل في نفق كساد اقتصادي آخر؟. ومانقصده ايضا هل تستطيع الدول النفطية أن تسد النقص والعجز النفطي نتيجة لتوقف الإمدادات النفطية من ايران، و الى أي مدى سيستفيد العالم والدول المستهلكة النفطية الكبرى من المخزون الإستراتيجي والذي يصل في حدود المليار برميل، وماهي السيناريوهات المحتملة نتيجة لتوقف الصادارات الايرانية؟. الأسواق النفطية لم تعد تتحمل أدنى خبر سيء، فأي اضطراب بأي بقعة على وحهة الأرض أو اية اشاعة ستلهب أسعار النفط، وخير مثال هو اشاعة ' تفجير خط نفطي سعودي ' مما أدى الى وصول سعر النفط الى مافوق 128 دولار في عدة ثوان، وحقيقة الأمر بأن الوضع النفطي ' هش '. وسبب هشاشة وضعف الأسواق النفطية هو حاجة العالم الى وجود وبشكل ثابت ومستمر حوالي 4 ملايين برميل من طاقة انتاجية فائضة لمقابلة أي تغيرات في أسواق النفط، ولتريح المستهلكين في جميع أنحاء العالم . وهذه الطاقة الفائضة غير متوافرة في الوقت الحالي، والطاقة النفطية الفائضة والتي في حدود ال 500 ر2 مليون ومتواجدة في المملكة العربية السعودية لكنها غير مجربة و ان توافرت فإنها تكاد ان تسد وتحل محل النفطي الايراني، وماذا وان حدثت اضطرابات اخرى في دول منتجة للنفط مثل جنوب السودان ونيجيريا بالإضافة الى المشاكل النفطية الحالية في ليبيا سوريا واليمن. لذا ستظل الأسواق النفطية مضطربة غير مستقرة وهي فرصة سانحة ونادرة للمضاربين والمغامرين لتحقيق أرباح هائلة نتيجة للحالة النفطية المضطربة وسط الإحتمالات والتهديدات المختلفة وان اي معدل سعري تحت الظروف الحالية يكون مقبولا تحت المعطيات الحالية. لذا من الأفضل الا نصل الى مرحلة الإمتحان الحاسم للنفط من ان تتوقف الإمدادات النفطية الايرانية وان نحاول ان تبتعد بقدر الإمكان من التطبيق الفعلي والعملي لمعرفة ماذا سيحدث بعد، أو ان أردنا ان نحاول فعلا من ان نمتحن قدرات المملكة العربية النفطية، ماذا وان فشل الإمتحان؟! وماعسانا ان نفعل وماذا سيفعل العالم من دون بديل عن النفط. الخوف بأن المملكة قد تكون غير قادرة على ان تلبي جميع متطلبات الاسواق النفطية بعد ان تتوقف ايران عن تزويد النفط، أو ان تتوقف الدول عن استيراد النفط الايراني و البالغ حوالي 500 ر2 مليون برميل في اليوم، لذلك أسعار النفط لن تكون مستقرة واقتصاديات العالم ستكون في حالة من الضعف، حيث ان الإرتفاعات الحالية في أسعار النفط ستؤثر سلبا على اداء الإقتصاد العالمي، ومنها التضخم المالي وإرتفاعات في مختلف اسعار السلع والبضائع والخدمات. والسؤال الآخر، ماذا عن ايران وهل سترضى بأن ترى الدول النفطية تبيع نفوطها بأعلى الأسعار وعلى حسابها ومن اعمالها؟! وهي في نفس الوقت لا تستطيع ان تبيع وحتى زبائنها الطبيعيين و القريبين منها إبتعدوا و الغوا عقودهم، هل ستقف إيران حيال ذلك وهي مكتوفة اليديين!!. ايران فقدت وبكل تأكيد حوالي 20% من عقودها النفطية مع الدول الأوروبية اي مايعادل 500 الف برميل من النفط. ولكن هل سترضى بأن تفقد اسواقا مهمة مثل اليابان وكوريا والصين والهند وباكستان، هل سترضى بأن تحصل على روبيات وسلع وبضائع بدلا من' الكاش' نقداً وعداً بالدولار الأمريكي. من المؤكد انها ستبدأ في البداية بأن تبيع النفط الى كل من الصين والهند وباكستان وتحصل على بضائع وروبيات هندية وباكستانية، وستحصل هذه الدول ايضا على خصومات كبيرة واسعار مفضاة قد تصل الى مايزيد عن 10 دولارات في البرميل. وقد يكون من هذا المنطلق ان تجد ايران مخرجا بأن تتولي شركات هندية وصينية ببيع كميات اضافية من النفط الايراني الى جهات اخرى، ومن المتوقع ان تقوم ايضا شركات روسية بخلط التفط الايراني بالروسي وتصديره الى أوروبا حيث موضوع ميناء التصدير والمنشأ يكون روسيا أو صينيا أو هنديا. وستعمل فنزويلا والشركات الفنزولية وشركات تجارية نفس الشئ وإخفاء المنشأ والمصدر. ومن المؤكد ان تتعاون شركات هذه الدول مع شركات تجارية اخرى، خاصة وان اسعارهم ستكون اقل من النفوط العالمية الاخرى، مما سيجد قبولا كبيرا وكثيرا. آليات التعامل واللف على العقوبات كثيرة والدول تمتلك خبرات سابقة مثل جنوب أفريقيا والعراق . ومن المؤكد ان الشركات الروسية والصينية والفنزويلية ستلعب دورا كبيرا في بيع النفط الايراني وقد تكون بموافقة الدول الكبرى، حيث لا تزيد اسعار النفط وان تصل الى المستهلك الأمريكي ب 4 دولارات للجالون، أو ان المستهلك الأوروبي يدفع أكثر من 700 فلس لليتر الواحد من البنزين. خاصة و الإنتخابات الأمريكية على الأبواب والمستهلك الأمريكي لم يعد يتحمل ان يصل سعر البنزين الى 4 دولارات ويفقد الرئيس كرسيه. ويبقي السيناريو الوحيد الا وهو ببيع النفط الايراني ومزجه بنفوط اخرى بطرق تجد طريقها الى الشرعية وبغطاء 'موافقة' غير معلنة من الدول الكبرى، مثلما عملت دول نفطية اخرى في السابق، وبذلك نتجنب الامتحان العسير وفقدان الرئاسة والكل في نفس الوقت غالب ومنتصر.
كامل عبدالله الحرمي
كاتب ومحلل نفطي مستقل
تعليقات