الكويتي يحصل على 205 آلاف دولار سنويا دون جهد أو مشقة.. وائل الحساوى

الراى

د. وائل الحساوي
نسمات / 205 آلاف دولار نصيب الكويتي سنوياً

يحق لنا أن نحتفل بتحرير بلادنا واستقلالها، فمن لا يفرح بأن يتخلص من أعدائه ويعيش حرا يملك زمام أمره ولا يخاف الظلم والعبودية فهو أقل مستوى من البهيمة!!
ولكن لابد من جردة حساب لننظر ماذا أنجزنا خلال 21 عاما من التحرير، فبرميل النفط اليوم وصل سعره 122 دولارا والكويت تنتج نحو 3.50 مليون برميل يوميا، أي ان دخلها السنوي من النفط هو 156 مليار دولار لو وزعتها على سكان الكويت (مليون ومئة ألف كويتي) لأصبح نصيب الفرد هو 142 ألف دولار سنويا.
أضف الى ذلك ما لا يقل عن 200 مليار دينار من الاستثمارات بربح لا يقل عن 70 مليار دولار سنويا، أي ان دخل الفرد منه يصل الى 63 ألف دولار سنويا.
أي ان الفرد الكويتي يحصل على 205 آلاف دولار سنويا دون جهد أو مشقة، فدعونا نحسب هذا المبلغ - أو أقل منه - منذ تحرير الكويت، فنحن نتكلم عن 4.3 مليون دولار لكل فرد، لو أعطيت كل عائلة نصيبها لبنت منها ناطحات السحاب ولأصبحت مليونيرات العالم.
والسؤال المحير هو: أين ذهبت تلك المليارات من أموال البلد، وما المشاريع التي استوعبتها!! ولماذا لم نشهد أي إنجاز منذ التحرير إلا على الورق، وفي حال عدم صرف تلك الأموال وتوفيرها، فأين اختبأت ومن أخذها؟!
ألا يجب علينا أن نجعل إجابة ذلك السؤال هو برنامجنا الذي يجب ألا نتزحزح عنه قيد شعرة، وإذا كان النواب اليوم بصدد فتح ملفات القبيضة الذين أخذوا بضعة ملايين من الدنانير بغير وجه حق، أفلا كان الأولى ان يحققوا في سر اختفاء 4.7 تريليون دولار (4700 مليار دولار) من أموال الشعب منذ التحرير؟!
هل علمتم لماذا يخوّفون الناس اليوم من تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية؟! انهم يخافون من القصاص العادل الذي سينال الكثيرين ممن سرقوا أموال الشعب، كما انهم يخافون من إقفال صنبور الذهب الذي غرفوا منه حتى انفجرت كروشهم!!
ولأبنائنا الذين يفرحون ببعض الإنجازات القائمة اليوم نقول لهم: إن هذه الإنجازات جميعها قد تمت قبل الغزو العراقي بكثير، والمستشفيات القائمة والطرق والجامعة والمحطات الكهربية والمجمعات الحكومية وغيرها لم يتم إضافة شيء عليها ببركة حكوماتنا المتعاقبة، أما احتجاجهم بتعطيل مجلس الأمة لإنجازاتهم وتوقيف مشاريعهم فهو لا يعدو عن اتهام الغربال بحجب ضوء الشمس.

د. وائل الحساوي