دعوة عائلية للتسابق لزيارة بيت القرين وفى يد كل منا وردة يطلقها د.الخضاري
زاوية الكتابكتب فبراير 24, 2012, 12:50 ص 1038 مشاهدات 0
الراى
فكر وسياسة / إلى بيت شهداء القرين ... وفي يدي وردة!
د. سليمان الخضاري
بعد استراحة قضيتها في جزيرة سريلانكا لحضور مؤتمر طبي، وتصادفت تلك الاستراحة مع التطورات الدراماتيكية للأحداث السياسية في الكويت والتي يبدو أنها ستكون القاعدة لا الاستثناء حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، وأحمد الله أنني كنت بعيدا عن البلاد أيامها لئلا يُقضى على ما تبقى في نفسي من أمل وتفاؤل، أعود اليوم مسرعا للبلاد، لا لحجز دور على ساحة التجاذبات السياسية المذكورة بالطبع، بل للمساهمة في كسر هذه الحلقة المفرغة من الصخب السياسي والاحتقان الاجتماعي على أكثر من مستوى، وذلك بالمشاركة مع الشباب الكويتي الوطني المؤسس لحملة «على قلب واحد» والتي أشرنا لها في مقالنا الثلاثاء السابق.
فالشباب، وخروجاً عن كل السياقات المتشنجة حاليا، قرروا ترتيب أولوياتهم، وتركيز جهودهم على ما هو حقيقي ومهم في واقعنا ومستقبلنا، فاختاروا مسألة التعايش السلمي والوحدة الوطنية مدخلا لتحركهم الاجتماعي لإعادة بناء المرتكزات التي تعتمد عليها عملية التفاعل والتواصل بين مكونات المجتمع الكويتي، ودشنوا حملتهم بلفتةٍ رائعة فيها من الرمزية الشيء الكبير، وذلك باختيار يوم الرابع والعشرين من فبراير للتجمع عند بيت شهداء القرين وتوجيه النداء للجميع بالمجيء حاملين في أياديهم وردة لإهدائها لروح الشهداء وإحياء لقدسية شهادتهم ودوافعها الرفيعة.
هذا العمل العظيم من هذه الثلة من الشباب الوطني المؤمن ليس ضروريا فقط في هذه اللحظات المفصلية من تاريخ البلاد، ولكنه ذو أهمية قصوى وقيمة معنوية عالية، فإذا كان انبثاقه في حد ذاته يشكل بارقة أمل على وجود من يتلمس خطورة الطريق الذي تسير فيه البلاد، فإن حقيقة أن شبابا صغارا في السن - كباراً بفكرهم ومقامهم - وغير مسيّسين بالمعنى الاحترافي للكلمة، ومنتمين لمختلف الشرائح الاجتماعية، هم من أطلقوا هذه المبادرة، فإن في هذا ما يدعو بشدة للتفاؤل بمستقبل البلاد خصوصا إذا تلاقت وتضافرت جهود هؤلاء الشباب مع نظرائهم ممن يشكل السواد الأعظم لشبابنا الذي ينتظر فرصة للتعبير عن نفسه، وعن حرصه على وطنه ومستقبله واستقراره.
إن من نافلة القول التذكير، إن شهداء بيت القرين قدموا أرواحهم لكويت ما عدنا نعرف الكثير عنها اليوم، كويت كانت أكثر تماسكا وتسامحا، وليس من باب المبالغة الادعاء أن الشهداء سيصيبهم الذهول لو قدر لهم الاطلاع على حال البلاد التي ضحوا بأرواحهم من أجلها مخلفين أرامل وأطفالا صغارا، لكننا لسنا بحاجة لهكذا تصورات افتراضية لتبيان فداحة الإساءة التي نقوم بها جميعا في حق وطننا وشهدائنا، فهنالك من تبقى على قيد الحياة من أبطال معركة بيت القرين، وسيتواجدون معنا اليوم لاستقبال الورود أمام البيت الذي شهد الملحمة الخالدة، وعلينا جميعا أن نفكر في كلمات كافية لتفسير كيف حدنا عن قيم الشهادة والمواطنة التي كادوا يضحّون بأرواحهم من أجلها عصر ذاك اليوم المهيب!
حديثنا لن ينتهي...
لكنني الآن أستميحكم عذرا...
فالكويت تنتظرنا في القرين اليوم...
فلنتسابق للوصول إليها... ولا تنسوا أن تحضروا معكم أطفالكم... ووردة!
تعليقات