بلدنا صغير لا يحتمل كنائس حفاظا على خصوصيتنا الإسلامية، برأى سلطان الخلف
زاوية الكتابكتب فبراير 24, 2012, 12:49 ص 915 مشاهدات 0
الأنباء
بلدنا صغير لا يحتمل كنائس
الجمعة 24 فبراير 2012 - الأنباء
من حق أي نائب أو أي مواطن أن يتخوف من بناء المزيد من الكنائس في الكويت دون تحفظ، فهناك ما يقارب من نصف مليون مسيحي غالبيتهم أجانب ويحتاجون إلى عشرات الكنائس وليس كنيسة أخرى جديدة، وفي اعتقادي أن الفاتيكان أو مجلس الكنائس العالمي بمقدورهما بناء مئات الكنائس في البلد بما لديهما من إمكانيات مادية هائلة والجالية المسيحية بما تشكله من نسبة تقارب الـ 17% من عموم السكان وهي نسبة عالية يمكن أن تغير خصوصيتنا الإسلامية التي تتميز بها الكويت لو تم فتح الباب على مصراعيه لبناء كنائس تخدم رعاياها من الأرثودكس أو البروتستانت أو الكاثوليك وغيرهم من أتباع الطوائف المسيحية الأخرى.
وكلنا يعلم أن بعض الدول الأوروبية كسويسرا مثلا تمنع بناء مآذن للمساجد على أراضيها لأنها تريد الحفاظ على خصوصيتها كدولة ذات تراث مسيحي عريق رغم أنها دولة ليبرالية من الدرجة الأولى ورغم ضآلة عدد الجالية الإسلامية فيها، كما أن فرنسا سنت قانونا يمنع لبس النقاب مع ندرة مشاهدة المنقبات فيها بحجة المحافظة على مكتسباتها العلمانية دون أي اعتبار لمبدأ الحرية الذي كان أحد شعارات ثورتها كما رفض الأميركيون بناء المركز الإسلامي في نيويورك، أي أنه إذا كان من حق أي دولة أن تتصرف وفق ما تمليه عليه التزاماتها تجاه خصوصيتها الحضارية أو الدينية أو إرادة شعبها فنحن كذلك ومن باب أولى علينا أن نتخذ من الإجراءات ما يحمي خصوصيتنا كبلد مسلم صغير تعداده ثلاثة ملايين ويقطنه قرابة نصف مليون مسيحي إذا ما قورن بالدول الأوروبية ذات الكثافة السكانية العالية التي لا تشكل الجاليات الإسلامية فيها أي نسبة معتبرة ولا يهدد تركيبتها السكانية شيء، وهذا أمر يفترض أن يتفهمه القس كاميللو باللين راعي الكنيسة الكاثوليكية والقس عمانويل غريب راعي الكنيسة الأنجيلية وكل من يطالب ببناء كنائس في البلد بحجة أن الكويت بلد ديموقراطي ويحترم الحرية الدينية للآخرين.
وللعلم فإن القلة من المسيحيين في الكويت هم من يرتاد الكنيسة كما أن غالبية الأوروبيين لا دينيون ويسخرون من أبناء جلدتهم المتدينين، بل وبعد فضيحة الاعتداءات الجنسية على الأطفال التي تورط فيها القساوسة الكاثوليك في أوروبا وأميركا تحول الكثير من الأوروبيين عن نصرانيتهم وهجروا كنائسهم وكان ذلك سببا في شعور الفاتيكان بالقلق تجاه مستقبل الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا والذي لا يبشر بخير، ولذلك يحرص الفاتيكان على الاهتمام بأتباع كنيسته خارج أوروبا، ومن حقنا أن نشعر بالقلق على مستقبل بلدنا الصغير من أن يأتي ذلك اليوم الذي يتحول فيه إلى نيجيريا أخرى يعاني من كر وفر طائفي بعد أن زاحمت أجراس الكنائس فيها مآذن المساجد وصار مسرحا للإرساليات التبشيرية التي لا تزال تنشط في بلادنا الإسلامية من اندونيسيا شرقا إلى المغرب العربي غربا مستغلة أوضاعنا السياسية والاقتصادية.
تعليقات