أعياد باقية ... وذكريات خالدة
زاوية الكتابكتب فبراير 24, 2012, 12:07 ص 1525 مشاهدات 0
يتقدم الشعب الكويتي بجميع أطيافه بتهنئة الوالد القائد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ، وولي عهده الأمين سمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه ، ورئيس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح حفظه الله ورعاه بمناسبة العيد الوطني وعيد التحرير.
يصعب علينا أن نكتب فرحتنا بالعيد الوطني دون أن تحمل هذه الفرحة بعض الذكريات المؤلمة للغزو الغاشم على الكويت ، ولكن لنبدأ ونقول إن أحلى ما في هذه الأعياد أن الكويت كل عام تظهر لنا بهيئة العروس الجديدة ، فالزينة في كل مكان في الشوارع، والمساكن،والمدارس، والمستشفيات، والمخيمات، والمنازل ، فتضاء الشوارع بأنوار تحمل علم الكويت ، وتتنافس العقول في رسم شعارات تعبّر عن حب الكويت ، وتمتلئ المنازل بالأعلام ، والاهم من ذلك أن القلوب تحمل معها فرحة غريبة تجعلنا نجلس أحيانا ونقول لماذا نبالغ بفرحتنا بالعيد الوطني ؟ ولماذا يزداد حبنا لها كل عام؟ ولكن نعود مرة أخرى إلى فرحتنا ونتجاهل الإجابة على ما يدور بخلدنا، وتجدنا نهنأ أنفسنا على الفرحة ... متمنين من الله أن تدوم فرحتنا، وأن تبقى الكويت شامخة في ظل آل الصباح الكرام ، وباتحاد شعبها بالسراء والضراء ،وأن يعمّر الله قلوبنا بالمحبة والإخاء .
ورغم أننا لسنا بحاجة إلى تجربة لنعرف كم هو الوطن غالي . لأننا من أوائل الدول التي تنادي بنصرة الشعوب لاسترجاع أوطانها ، لكننا عشنا تجربة مريرة شعرنا كيف يكون الإنسان بلا وطن ، ولا اعتقد أن أحدا منا خاف على أبنائه، أو ماله، أو منزله عندما علمنا بخبر غزو صدام للكويت... فأنا لن أنسى أول كلمات قالتها أمي عندما علمنا بالخبر ، 'راحت الديرة ' ،،،،' الله يستر علينا ' ،،، 'وراحوا عيالنا' ، وتعجبت وقتها منها فبادرتها بالقول لماذا ذكرتي الديرة قبل عيالنا ؟ فأجابتني بدون الكويت لن يكون لنا عزة، ولا كرامة، ولا أبناء، ولا نعلم ما سيكون عليه الحال في الأيام القليلة القادمة. وجلسنا مقيدين أمام شاشات التلفاز ننتظر خبر يهدئ من روعنا ، أمل يصبر قلوبنا ، كلمة تجبر خواطرنا . إلى أن عادت الكويت ، ولكنها عودة ناقصة ، فكانت هناك مفاجآت تحملها لنا الأيام . عادت الكويت ولم يعد جميع أبنائنا ، عادت الكويت ولم تعد الفرحة تسكن كل بيت .عادت الكويت وذكـّرت أمي بكلماتها الأولى 'راحت الديرة ' ألم تكن هذه كلماتك؟! فلم الحزن فقد رجعت الديرة الآن ، ورجعت معها العزة والكرامة. ولكن لم يرجع أبناءنا الأسرى إنه أمر الله يا والدتي فأجرك عند الله لا تحزني وافرحي معنا بعودة الكويت.
كانت أيام هل يمكن أن ننساها ؟ بالطبع لا. ولكن هل استفدنا منها ؟ أتمنى ذلك ، فيا شعب الكويت ، يا أهل الديرة ، تعاضدوا وتحابوا ولا تجعلوا من يضمر بالكويت سوءا أن ينتصر عليكم ، فنحن شعب لا يقهره العدو، ولا يفككه المغرضون، ولا تهزه المصائب. نحن شعب مؤمن نحب الخير ونقدم عليه وتشهد على ذلك أفعالنا مع الغير، والنصيحة التي يجب أن نعمل بها هي طاعة الوالد القائد أدامه الله ذخرا للكويت ولنا. وأن نعمل سويا من اجل الكويت لتبقى لنا ونبقى فيها.
تعليقات