عبداللطيف الدعيج يطالب بتحرير التعليم من وصاية الدولة
زاوية الكتابكتب فبراير 21, 2008, منتصف الليل 468 مشاهدات 0
العمعمة عماة عين
بقلم: عبداللطيف الدعيج
الجموع المتعطشة للبهجة والفرح، التي تحدت الغبار وسوء الاحوال الجوية، وصممت على المشاركة في احتفالات «هلا فبراير» هي الجموع ذاتها التي تحدت العوامل نفسها وملأت قاعات جمعية الخريجين. رغم الاحوال الجوية غير الملائمة ورغم التغيير المفاجئ في مكان الندوة وزمانها، لكن ندوة التحالف الوطني الديموقراطي «التعليم والحريات العامة» اقيمت وبحضور فاق المتوقع وما كان مخططاً له. انه واقع جديد يتشكل في الكويت، حيث الناس بدت معنية بأوضاعها ومعاشها وطرائق سلوكها بشكل مباشر. لقد مس دعاة التهميش والقيادة الرعوية للآخرين حريات الناس، وقبل ذلك مستقبل وخيارات أبنائهم في الاصرار على التدخل في الأنظمة التعليمية للمدارس الخاصة. سهل ان تمنع حفلة ويتأقلم الناس مع المنع، فالحفلات في النهاية في كل مكان ومن السهل الالتفاف على قرار المنع او حتى التعايش معه والقبول به. لكن التعليم ومستقبل الاجيال امر لا يمكن اخضاعه للتجربة او للنزوات العابرة، ولا يمكن تخطيه أو المناورة حوله. لهذا أتت غضبة الناس قوية، وانتصارهم لحقهم في اختيار تعليم ابنائهم جديا وقويا.
الدولة تحاول جاهدة «التملص» من كل شيء بعد ان فشل القطاع العام في تحقيق وتقديم الخدمات التي أوكلت اليه. في التطبيب والترفيه والطاقة والتعليم ايضا، فشل القطاع العام او الدولة في تقديم خدمات افضل او حتى تحقيق الحد الادنى من الادارة المنتجة والسليمة للمؤسسات الخدمية التي كلف بادارتها. لهذا تجتهد الحكومة اليوم في تخصيص كل شيء وللاستنجاد بالقطاع الخاص لادارة المؤسسات الحكومية، التي تقدم الخدمات المباشرة للمواطنين.
لكن.. كل شيء مطروح للخصخصة إلا التعليم. فحكومتنا بوصاية وتحريض مجاميع التخلف تسعى هذه الايام الى التدخل في التعليم الخاص وفي فرض الادارة والوصاية، وبالتحديد «الامراض» الحكومية عليه. يريدون تخصيص كل شيء، الا التعليم او في الواقع التربية عندهم. فهم عمليا يسعون الى تحويل التعليم الى تربية على الخنوع وتعويد على التسليم والاستسلام وإقناع بالرضوخ لما تفرضه الظروف، فهذا يسهل من قيادة «الرعية» ويجعل التحكم في الناس سهلا ويسيرا على الراعي العتيد.
ان الحملة الحالية يجب الا تقتصر على رفض الفصل الاجباري للجنسين في الجامعات، بل يجب ان تمتد الى تحرير التعليم من وصاية الدولة ومن التعميم القسري للمناهج الشمولية البالية التي يحاول فرضها متخلفو وزارة التربية على المدارس الخاصة.
ان الخصوصية هنا تعني ان يختار الاهل نوعية وكيفية التعليم الذي يقدم الى أبنائهم، هذا هو معنى الخصوصية. وزارة التربية ومجاميع التخلف تسعى الى فرض مناهجها كاملة هذه الأيام على المدارس الخاصة!! إذاً أين الخصوصية، ولماذا ندفع كي «يتحفظ» أبناؤنا خرابيط ودعاوى التخلف، ولماذا نشتري من حلالنا علة؟!
تعليقات