العنجري يكتب عن شروط عضوية ومواصفات حزب المساكين في الكويت
زاوية الكتابكتب فبراير 23, 2012, 12:41 ص 824 مشاهدات 0
القبس
الكلمة
حزب المساكين
كتب عبدالعزيز العنجري :
يعتقد كثيرون بأن الأحزاب والتكتلات السياسية الموجودة في الكويت، كالمنبر الديموقراطي والحركة الدستورية الإسلامية وغيرهما من جماعات ضغط سياسي، هي الوحيدة في الساحة، لكنهم مخطئون، لأنك لو جمعت أعداد المنتسبين إلى كل هذه التكتلات، فإنهم لن يصلوا مجتمعين إلى ربع عدد المنتسبين إلى أكبر حزب بالكويت، ألا وهو «حزب المساكين».
حزب المساكين يعتبر أقدم حزب «سياسي - اجتماعي» في الكويت، ويضم عشرات الآلاف من الكويتيين، وهم يزيدون يوماً بعد يوم، لا يوجد اشتراك سنوي لهذا الحزب، ولا توجد لديه ميزانية لأنه لا توجد لديه أي مصروفات، ولا يوجد لديهم مقر، حيث إن كل ما يراد نشره أو قوله معلوم مسبقاً لدى كل المنتسبين إليه، وعليه فإنهم لا يعقدون ندوات ولا توجد لديهم أنشطة أو فعاليات. كل أعضاء هذا الحزب من المساكين، لذا فإنهم لا يؤلهون رموزاً، ولا يصنعون أبطالاً من ورق، ولا يوجد لديهم فرسان وأسود وغيرها من مسميات، كما هي الحال لدى معظم التكتلات السياسية الأخرى، حيث تزداد سيرة بعض الرموز بياضاً مع مرور الوقت، حتى إذا ماتوا أصبحت سيرتهم شبه منزهة عن الخطايا والعيوب. الكل في حزب المساكين سواسية، ولا أفضلية لأحدهم على الآخر، فكلهم مساكين. الهيكل التنظيمي والإداري في حزب المساكين غاية في البساطة، فلا يوجد لديهم مجلس إدارة أو أمانة عامة أو رئيس، فأنت إما أن تكون «منتسبا حيا» أو«منتسبا توفاه الله».
هؤلاء المساكين يجتمعون على حب الكويت، ويسعون إلى خير هذا البلد، هم نساء ورجال، غطاؤهم العفة، وعطرهم الإيثار، يرغبون في الأفضل للكويت وشعبها. لا يريدون إسقاطاً للقروض، ولا يريدون زعزعة هيبة السلطة، ولا يطمحون إلى أمور خاصة، ولا يرون سوى الأفضل في جميع الناس، فيصبرون ويصابرون. كان أثرهم واضحاً في الغزو العراقي، وراح منهم شهداء وأسرى ومفقودون، ومنهم من عمل بصمت، وعانى بصمت، ولم يطلب شيئاً أو يشتكي لأحد. حزب المساكين مخدة لكل مواطن، وعين، بعد الله، تسهر على راحتنا. «حزب المساكين» يضم الموظف المجتهد، والأم الصالحة، والعامل المؤتمن، والإمام الفاضل، والابن البار، والتاجر النظيف. هم من لا نسمع عنهم، ونخال ما نحن فيه من خير ونعمة وأمان قد أتانا لسواد عيوننا. إن «حزب المساكين» بالشرطي الصادق، وبالقاضي العادل، وبالطبيب الرحوم، إنهم عيون الكويت.
فهلا نعمل لأجل أبنائنا، ونراعي الله في أفعالنا؟ فمما يبدو لي بأن «حزب المساكين» قد تحرك في هذه الانتخابات في سابقة لم تحدث من قبل، فسقط من المرشحين من سقط، ونجح منهم من نجح. وكأول محاولة من «حزب المساكين» للتأثير في تشكيلة المجلس يبدو أنهم نجحوا كبداية. فحزب المساكين لا دخل للحمض الوراثي (DNA) في تحديد مقياس تمثيلك له بالانتخابات، ولا مكان للنزعة الفئوية فيه، ولا يوجد فيه تربة تنمو عليها جذور الفتنة. «حزب المساكين» تحرك.. فهل أنت من المساكين؟
عبدالعزيز محمد العنجري
تعليقات