ردا على تصريحه بأنه لايستطيع النوم بسبب عشوائية سحب الجنسية، حسن العيسى ينصح الخالد بالاستقالة حتى يستطيع النوم!

 
 «استقيل ونام مرتاح» 
  أشعر بألم أكثر من الم وزير الداخلية الذي يبدو انه فوض أمره لله في عشوائية سحب الجنسية (او الوعد بسحبها) من الذين اكتسبوها أخيرا، فالوزير في لقاء له مع جريدة «عالم اليوم» يتألم ويشعر بأن ظلما وقع على هؤلاء، ويقول ان لياسر رباً يحميه، وانه لن يسحب الجنسية، واذا كان مجلس الوزراء يريد ذلك فليكن.....!!
لمن تشكو يا معالي الوزير، واذا كنت بصفتك وزيرا للداخلية، وهي وزارة سيادة مخصصة لأبناء الأسرة وانت احدهم، تتألم ولا تستطيع ان تضع رأسك على المخدة لأنك ظلمت احدا ما... فماذا يقول غيرك من مكاريد الديرة، واذا كنت انت الوزير ابن الشيوخ لا تستطيع ان تفعل شيئا لرفع الظلم عن الذين أضحوا لعبة التجاذبات السياسية في منح الجنسية وسحبها، وان الامر مرجعه مجلس الوزراء، فماذا يقول الوزراء الآخرون غير «ديولوكس» من ابناء الشعب الذين ليس لهم ظهر يسندهم؟.. هل قرأ الشيخ جابر الخالد قانون الجنسية والمواد المتعلقة بمنح وسحب الجنسية قبل ان يخبرنا بمقدار المه وحسرته!
النصوص قاطعة، فالمادة 4 تورد أنه «يجوز بمرسوم ــ بناء على عرض وزير الداخلية منح الجنسية الكويتيه لكل.....الخ» والمادة 13 تنص على انه «.. يجوز بمرسوم ـ بناء على عرض وزير الداخلية ـ سحب الجنسية الكويتيه من الكويتي الذي كسب الجنسية... في الحالات التالية...»، وهي حالات وردت حصرا، ولا يجوز الاجتهاد في غيرها رغم سخافة ذلك النص وخرقه لأبسط معاني حقوق الإنسان.. حين اجاز سحب الجنسية مثلا «... اذا استدعت مصلحة الدولة العليا او امنها الخارجي..» تلك النصوص المبهمة لا توجد الا في قوانين دول الاستبداد مثل دولنا العربية المتخلفة.. لكن ليس هذا المطلوب الان.. فما يصعب فهمه ان من حق وزير الداخلية «ألا يعرض» سحب الجنسية.. فعرضه في منحها او سحبها شرط لأعمال النصين.. فكيف نتصور ان يتم سحب الجنسية رغم انف الوزير ومن دون عرض منه..!! واذا كان حكم الواقع امضى من سلطة الوزير الشيخ.. وان مُكرهاً على الامر.. فماذا يصنع الوزير في الوزارة.. وماذا ينتظر كي يقدم استقالته.. ويضع رأسه على المخدة وينام.. بدلا من ان نضع ايدينا على قلوبنا من حال الدولة المقلوب؟
حسن العيسى